نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 154
نفوسهم أنّهم إذا لذعتهم النّار أرادوا الخروج فيدفعهم من حضر إليها بالعصيرّ والخشب. فلا إله إلاّ الله، لقد جئتم شيئاً إدّاً.
وفي الناس من يتظاهر بالمذهب ولا يعتقده، يتوصَّل به إلى الدنيا الفانية، وهي إغدر من الورهاء الزّانية.
وكان لهم في الغرب رجل يعرف بابن هانئ وكان من شعرائهم المجيدين، فكان يغلة في مدح المعزّ أبي تميم معدٍّ، غلوا عظيماً حتى قال يخاطب صاحب المظلَّة:
أمديرها من حيث دار لشدَّ ما ... زاحمت تحت ركابه جبريلا
وقال فيه وقد نزل بموضع يقال له رقَّادة:
حلَّ برقادة المسيح ... حلَّ بها آدم ونوح
حلّ بها الله ذو المعالي، ... وكل شيءٍ سواه ريح
وحضر شاعر يعرف بابن القاضي بين يدي ابن أبي عامر صاحب الأندلس فأنشده قصيدة أوَّلها:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم، فأنت الواحد القهار
ويقول فيها أشياء، فانكر عليه ابن أبي عامر، وأمر بجلده ونفيه.
وأدل رتب الحلاجّ أن يكون شعوذياً، لا ثاقب الفهم ولا أحوذيا، على أنَّ الصوفيَّة تعظمِّه منهم طائفة، ما هي لأمره شائفة.
وأمّا ابن أبي عون فإنهّ أخذ في لون بعد لون، غرّ البائس بأبي جعفر، فما جعل رسله في أوفره؛ وقد تجد الرّجل حاذقاً في الصناعة، بليغاً في النّظر والحجة، فإذا رجع إلى الدّيانة ألفي كأنّه عير مقتاد، وإنمّا يتبع ما يعتاد.
والتأله موجود في الغرائز، يحسب من الألجاء الحرائز، ويلقن الطّفل الناشئ ما سمعه من الأكابر، فليبث
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 154