نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 189
ابن داية بوكره، والكدريِّ بأفاحيصه، والحرباء بتنضبته.
وإن كان سافر إلى اليمن أو غيره، وجعل يحجُّها في كلّ سنة، فذلك أعظم درجة في الثّواب، وأجدر بالوصول إلى محلِّ الآوَّاب. ولعلّه قد وقف بالمغمِّس وترحَّم على طفيلٍ الغنوي لقوله:
هل حبل شماء بعد الهجر موصول ... أم أنت عنها بعيد الدّار مشغول؟
إن هي أحوى من الرِّبعي، حاجبه، ... والعين بالإثمد الحاري مكحول
ترعى أسرة مولّيٍ أطاع لها ... بالجزع، حيث عصى أصحابه الفيل
وإنّما أطلقت التّرحُّم على طفيلٍ إذ كان بعض الرّواة يزعم أنَّه أدرك الإسلام، وروى له مدحٌ في النبي صلّى الله عليه وسلم، ولم أسمعه في ديوانه، وهو:
وأبيك خيرٍ إنَّ إبل محمّدٍ ... عزلٌ تماوح أن تهبَّ شمال
وإذا رأين لدى الفناء غريبةً ... فاضت لهنَّ من الدّموع سجال
وترى لها حدَّ الشّتاء على الثّرى ... رخماً، وما تحيا لهنّ فصال
وأنشد أبيات ابن أبي الصّلت الثّقفي:
إن آيات ربنا ظاهراتٌ ... ما تمارى فيهنّ إلا الكفور
حبس الفيل بالمغمَّس حتى ... ظلَّ يحبو، كأنَّه معقور
كلُّ دين يوم القيامة عند الله ... إلاَّ دين الحنفية بور
وما عدم أن تخطر له أبيات نفيلٍ:
ألا حييت عنّا ردينا ... نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينة لو رأيت، فلا تريه، ... لدى جنب المغمِّس ما رأينا
إذا لعذرتني ورضيت أمري، ... ولم تأسي على مافات بينا
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 189