قال: أعزز عليَّ بهلاك الكنديِّ، إنِّي لأذكر بكما قوله:
كدأبك من أمِّ الحويرث قبلها،
وجارتها أمِّ الرَّباب بمأسل
إذا قامتا تضوَّع المسك منهما
نسيم الصّبا جاءت بريا القرنفل وقوله:
كعاطفتين من نعاج تبالةٍ ... على جؤذرين، أو كبعض دمى هكر
إذا قامتا تضوَّع المسك منهما ... وأصورةٌ من اللَّطيمة والقطر
وأين صاحبتاه منكما لا كرامة لهما ولا نعمة عينٍ؟ لجلسةٌ معكما بمقدار دقيقةٍ من دقائق ساعات الدُّنيا، خيرٌ من ملك بني آكل المرار وبني نصر بالجيرة وآل جفنة ملوك الشَّام.
ويقبل على كل ِّواحدةٍ منهما يترشَّف رضا بها ويقول: إنَّ امرأ القيس لمسكينٌ مسكينٌ! تحترق عظامه في السَّعير وأنا أتمثَّل بقوله:
كأنّ المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر
يعلُّ به برد أنيابها، ... إذا غرَّد الطَّائر المستحر
وقوله:
أيَّام فوها كلّما نبَّهتها ... كالمسك بات وظلَّ في الفدَّام
أنفٌ كلون دم الغزال معتَّقٌ ... من خمر عانة أو كروم شبام
فتستغرب إحداهما ضحكاً. فيقول: ممَّ تضحكين! فتقول: فرحاً بتفضلُّ الله الذي وهب نعيماً، وكان بالمغفرة زعيماً، أتدري من أنا يا عليَّ بن منصور؟ فيقول: أنت من حور الجنان اللَّواتي خلقكن الله جزاءً للمتَّقين، وقال فيكنَّ: كأنَّهنّ الياقوت والمرجان فتقول: أنا كذلك بإنعام الله العظيم، على أنّي