responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 162
على الصّخر فلقه، أو على [الجمر أحرقه، أو على] الصّفا خرقه «1» ؛ قد أحسن السّفارة، واستوفى العبارة، وأدّى الألفاظ، واستغرق الأغراض، وأصاب شواكل المراد «2» ، وطبّق مفاصل السّداد، وبسط لسان الخطاب، ومدّ أطناب الإطناب «3» ، وطلب الأمد في الإسهاب، قال حتى قال الكلام: لو أعفيت! وكتب حتى قالت الأقلام: قد أحفيت، قد اتّسع له مشرع الإطناب، وانفرج له مسلك الإسهاب، أرسل لسانه في ميدانه، وأرخى له من عنانه، قال وأطال، وجال في بسط الكلام كلّ مجال، إذا اسحنفر فى الكلام طفح آذيّه، وسال أتيّه «4» ، وانثال عليه الكلام كانثيال الغمام، واستجاب له الخطاب كصوب الرّباب «5» . ألفاظ كغمزات الألحاظ، ومعان كأنها فكّ عان «6» ! ألفاظ كما نوّرت الأشجار، ومعان كما تنفّست الأسحار، ألفاظ قد استعارت حلاوة العتاب بين الاحباب، واستلانت كتشكّى العشّاق يوم الفراق. كلام قريب شاسع «7» ومطمع مانع، كالشمس تقرب ضياء، وتبعد علاء؛ أو كالماء يرخص موجودا، ويغلو مفقودا. كلام لا تمجّه الآذان، ولا تبليه الأزمان، كالبشرى مسموعة، أو أزاهير الرياض مجموعة، ومعان كأنفاس الرياح، تعبق بالرّيحان والراح.
كلام سهل متسلسل، كالمدام بماء الغمام، يقرب إذنه على الأفهام.
كلام كبرد الشّراب على الأكباد الحرار، وبرد الشباب في خلع العذار.
كلام كثير العيون، سلس المتون، رقيق الحواشى، سهل النواحى.

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست