نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
فإن الاستعارة في جناح الذل مأنوسة الاستعمال قديما وحديثا، ومدركا حسنها وفصاحتها بالذوق دون ماء الملام. وقد وقع له في هذه القصيدة نفسها ما يقرب من هذا، حيث قال:
رأي لو استسقيت ماء نصيحةٍ ... لجعلته رأيا من الآراء
غير إنَّ هذا، وإنَّ كان غريبا، يحسنه أن الرأي والنصيحة تحيا بهما النفوس كما تحيا بالماء الأبدان، ولا كذلك الملام. وقال أبو الطيب أحمد بن حسين المتنبي:
عذل العواذل حول قلبي التائه ... وهوى الأحبة منه في سودائه
وتقدم هذا المنزع وما فيه قبل. وقال أيضاً:
أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت ... فإذا انطلقت فأني الجوزاء
وإذا خفيت على الغبي فعاذر ... ألا تراني مقلة عمياء
وقال الآخر:
إنَّ الحديث جانب من القرى ... ثم المنام بعد ذلك في الذرى
وقال الآخر:
إذا القوم قالوا من لعظيمةٍ ... فما كلهم يدعى ولكنه الفتى
وقال الآخر:
ضاع سعيي وخبت وخابت أعاديك ... ومن يبتغي لك الأسواء
واحتملت الحرمان والنقص والأبعاد ... والذل والعنا والجفاء
وتحملت واصطبرت فلم يبق ... على عوادي الزمان لحاء
أعلى هذه المصيبة صبر ... لا ولو كنت صخرة صماء
ومثله في التشكي قول الآخر:
أسجناً وقيد واشتياق وغربة ... ونأي الحبيب إنَّ ذاك عظيم!
وإنَّ أمرءاً تبقى مواثيق عقده ... على مثل ما لاقيته لكريم
نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164