نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
ترتع ما غفلت حتى إذا ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبارُ
يوماً بأوجع مني يوم فارقني ... صخرٌ والدهر إحلاء وإمرارُ
وإنَّ صخراً لوالينا وسيدنا ... وإنَّ صخرا إذا نشتو لنحَّارُ
وإنَّ صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه نارُ
جوابُ قاصيةٍ جزارُ ناصيةٍ ... عقاد ألويةٍ للعيش جرارُ
حامي الحقيقة محمود الخليقة ... مهدي الطريقة نقاع وضرارُ
لم تره جارة يمشي بساحتها ... لريبة حين يخلى بيته الجارُ
فقال لها النابغة: لولا أنَّ أبا بصير يعني الأعشى أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر الإنس والجن فقال حسان: أنا اشعر منك ومنها ومن أبي بصير، حيث أقول:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نسجه دما
وليدنا بني العنقاء وأبن محرق ... فاكرم بنا خالا واكرم بنا أبنما!
فقال له النابغة: انك لشاعر لولا انك قلت الجفنات فقللت العدد ولو قلت الجفان كان اكثر؛ وقلت يلمعن بالضحى، ولو قلت يشرقن بالدجى كان ابلغ وقلت يقطرن ولو قلت يجرين كان ابلغ؛ وفخرت بما ولدت ولم تفغر بمن ولدك على انك يا بني لا تحسن أن تقول:
فانك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أنَّ المنتآى عنك واسعُ
فقام حسان خجلا منكسرا.
فائدتان: الأولى قول النابغة: أشعر الإنس والجن أو الجن والإنس خطأ في العربية. فإن المعطوف في حكم المعطوف عليه واسم التفضيل إنّما يضاف على ما هم بعض منه، غير إنّه إن كانت الرواية تأخير الجن أمكن أن يستسهل في التابع ما لا يسوغ في المتبوع.
الثاني: بيت النابغة الذي تبجح به وفخر به على حسان هو من جيد الشعر، وقد اعترضه الأصمعي في انتصاره للرشيد على البرامكة. فإنَ النهار سواء هو والليل في الإدراك واللحاق ولا مزية لليل حتى يخص بالذكر. وقصة محاضرتهم مشهورة. قلت: وأنت إذا علمت وأنصفت عرفت أن ليس لحاق النهار كلحاق الليل الذي تنقطع
نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219