responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 192
رآه، ولكن سمعت مشايخنا يقولون: إنما يحدث الملك العظيم الكبير من القرانات العظيمة.
وقال كهلة الهندي: إذا اجتمعت الكواكب فأسرعها خروجاً يتخذ دليلاً لمدة دوره الأكبر، ثم الذي يليه.
وذكر يحيى بن أبي منصور ومحمد بن الجهم أنه إذا اجتمعت الثلاثة العلوية في حدٍّ أو صورة، ونظرت إليها الشمس، فهو القرآن العظيم الذي يتولد منه الملك والدول العظام، ولا يبالي بالكواكب السفلية بعد ذلك.
قال: كشف سر مصون في بيان السبب الموجب لانفعال هذا العالم السفلي عن العالم العلوي بالطلسمات والسحر والرقى والبخور، قال أرسطو طاليس في كتابه العظيم القدر في الحكمة الملقب ب " أثلوجيا " ومعناه " الربوبية " [1] : الأعمال الكائنة من الرقى والسحر إنما تكون من جهتين، إما بملاءمة واتفاق الأشياء المتشابهة، وإما بالتضاد والاختلاف، وإما بكثرة القوى واختلافها، غير أنها وإن اختلفت فإنها متمِّمة للجزء الواحد، فإنه ربما حدثت الأشياء من غير حيلة احتال لها المحتال؛ والسحر الصناعي كذب لأنه كله يخطئ ولا يصيب؛ فأما السحر الحقّ الذي لا يخطئ ولا يكذب فيه فهو سحر العالم، وهو المحبة والغلبة؛ والساحر العالم هو الذي يتشبه بالعالم ويعمل أعماله على نحو استطاعته، وذلك أنه يستعمل المحبة في موضع، والغلبة في موضع آخر، وإذا أراد استعمال ذلك استعمل الأدوية والحيل الطبيعية، وتلك في منبثّة في الأشياء الأرضية، غير أنَّه منها ما يقوى على فعل المحبة في غيره كثيراً ومنها ما ينفعل في غيره فينقاد له، وإنما بدْء السحر أن يعرف الساحر الأشياء المنقادة بعضها لبعض، فإذا عرفها قوى على جذب الشيء بقوة المحبة الفاعلة التي في الشيء. وقد يوجد في الأشياء شيء يجمع بين النفس والنفس، كالأكَّار الذي يجمع بين الغروس [2] المتباينة بعضها على بعض. وصاحب الرقى يرقي ويسمي الشمس أو بعض الكواكب، ويطلب إليها ويفعل ما يريد فعله، لا أنّ الشمس والكواكب تسمع دعاءه وكلامه، لكن إنما وافق دعاء الداعي ورقيةُ الراقي أن تتحرك تلك الأجزاء بنوع من الحركة وتتشكل بنوع من

[1] نسب لأرسطوطاليس خطأ، وهو لافلوطين، وقد نشره الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتاب ((افلوطين عند العرب)) (القاهرة 1966) ، وهذا النص الذي ينقله المؤلف يقع في ص 75 - 76، 77 - 79؛ والنقل قائم على الاختيار والحذف، وفيه اختلاف عما ورد في الكتاب المذكور.
[2] ص: كالأركان التي تجمع بين العمودين.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست