يعني نفسه[1].
قال عبد الله بن قتادة المحاربي: كنت مع النابغة بباب النعمان بن المنذر، فقال لي النابغة: هل رأيتَ لبيد بن ربيعة فيمن حضر؟ قلت: نعم، قال: أيهم هو؟ قلت: الفتى الذي رأيت من حاله كيت وكيت. فقال: اجلس بنا حتى يخرج إلينا. قال: فجلسنا، فلما خرج قال له النابغة: إلى يابن أخي، فأتاه، فقال: أنشدني، فأنشده قوله:
ألم تلمم على الدِّمَن الخوالي ... لسلمي بالمذانب فالقفال
فقال له: أنت أشعر بني عامر، زدني فأنشده قوله:
طلل لخولة بالرسيس قديم ... فبعاقل فالأنعمين رسوم
فقال له: أنت أشعر هوازن، زدني فأنشده قوله.
عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبد غولها فرجامها
فقال له النابغة: اذهب فأنت أشعر العرب[2].
قال ابن البوّاب: جلس المعتصم يومًا للشراب فغناه بعض المغنين قوله:
وبنو العباس لا يأتون لا ... وعلى ألسنهم خفت نعم
زينت أحلامهم أحسابهم ... وكذاك الحلم زين للكرم
فقال: ما أعرف هذا الشعر، فلمن هو؟ قيل: للبيد فقال: وما للبيد وبني العباس؟ فقال المغني: إنما قال:
وبنو الدّيان لا يأتون لا
فجعلته: وبنو العباس. فاستحسن فعله ووصله. وكان يُعْجَب بشعر لبيد، فقال: من منكم يروي قوله:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع [1] انظر الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، ج15، ص 229، 300. [2] راجع: الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ج15، ص304.