يقول: إذا زال قوام خُلته فأنت تقدر على قطيعته، بركوب ناقة أعيتها الأسفار وتركت بقية من لحمها وقوتها فضمر صلبها وسنامها؛ وتلخيص المعنى: فأنت تقدر على قطيعته بركوب ناقة قد اعتادت الأسفار ومرنت عليها.
23-
وَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسّرَتْ ... وَتَقَطَّعَتْ بعدَ الكَلالِ خِدامُهَا
تغالى لحمها: ارتفع إلى رءوس العظام، من الغلاء وهو الارتفاع، ومنه قولهم: غلا السعر يغلو غلاء، إذا ارتفع، تحسرت أي صارت حسيرًا، أي كالّة مُعيية عارية عن اللحم. الخدام: جمع خدم، والخدم جمع خدمة، وهي سيور تشد بها النعال إلى أرساغ الإبل.
يقول: فإذا ارتفع لحمها إلى رءوس عظامها وأعيت وعريت عن اللحم وتقطعت السيور التي تشد بها نعالها إلى أرساغها بعد إعيائها. وجواب إذا في البيت الذي بعده.
24-
فَلَهَا هِبابٌ فِي الزّمَام كَأنَّها ... صَهْباءُ خَفَّ معَ الْجَنوبِ جَهامُها
الهباب: النشاط. الصبهاء: الحمراء، يريد كأنها سحابة صهباء، فحذف الموصوف. خَفَّ يخف خفوفًا: أسرع. الجهام: السحاب الذي قد أراق ماءه.
يقول: فلها في مثل هذه الحال نشاط في السير حال قود زمامها، فكأنها في سرعة سيرها سحابة حمراء قد ذهبت الجنوب بقطعها التي هراقت ماءها فانفردت عنها، وتلك أسرع ذهابًا من غيرها.
25-
أوْ مُلْمِعٍ وَسَقَتْ لِأَحْقَبَ لاحَهُ ... طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وكِدامُها
ألمعت الأتان فهي ملمع: أشرق طبياها[1] باللبن. وسقت: حملت، تسق وسقًا. الأحقب: العير الذي في وركيه بياض أو في خاصرتيه. لاحه ولوَّحه غيَّره. ويروى: طرد الفحولة ضربها وعذامها؛ الفحول والفحولة والفِحال والفِحالة: جموع فحل. الكدام: يجوز أن يكون بمنزلة الكدم وهو العض، وأن يكون بمنزلة المكادمة [1] الأطباء: جمع طبي وهو حلمة الضرع.