84-
وَإِذا الأَمانَةُ قُسِّمَت في مَعشَرٍ ... أَوفى بِأَوفَرِ حَظِّنا قَسّامُها
معشر: قوم. قسّم وقسَم. بالتشديد والتخفيف واحد. أوفى ووفّى. كمل ووفّر، ووفى يفي وفيًا كمل، والوفور الكثرة. بأوفر حظنا أي بأكثره.
يقول: وإذا قسمت الأمانات بين الأقوام وفر وكمل من الأمانة أي نصيبنا الأكثر منها، يريد أنهم الأقوام أمانة؛ والباء في قوله بأوفر زائدة أي: أوفى أوفر حظّنا.
85-
فَبَنى لَنا بَيتًا رَفيعًا سَمكُهُ ... فَسَما إِلَيهِ كَهْلُها وَغُلامُها
يقول: بنى الله تعالى بيت شرف ومجد عالي السقف فارتفع إلى ذلك الشرف كهل العشيرة وغلامها، يريد أن كهولهم وشبانهم يسمون إلى المعالي والمكارم. وإذا روي هذا البيت قبل "فاقنع"، كان المعنى، فبنى لنا سيدنا بيت مجد وشرف إلى آخر المعنى.
86-
وَهُمُ السُعاةُ إِذا العَشيرَةُ أُفظِعَتْ ... وَهُمُ فَوارِسُها وَهُمْ حُكّامُها
السعاة: جمع الساعي. أفظعت: أصيب بأمر فظيع.
يقول: إذا أصاب العشيرة أمر عظيم سعوا بدفعه وكشفه، وهم فرسان العشيرة عند قتالها وحكامها عند تخاصمها، يريد رهطه الأدنين[1].
87-
وَهُمُ رَبيعٌ لِلمُجاوِرِ فيهُمُ ... وَالْمُرمِلاتِ إِذا تَطاوَلَ عامُها
أرمل القوم: إذا نفدت أزوادهم.
يقول: هم لمن جاورهم ربيع لعموم نفعهم وإحيائهم إياه بجودهم كما يحيي الربيع الأرض؛ وتحرير المعنى: هم لمن جاورهم وللنساء اللواتي نفدت أزوادهن بمنزلة الربيع إذا تطاول عامها لسوء حالها لأن زمان الشدة يستطال.
88-
وَهُمُ العَشيرَةُ أَن يُبَطِّئَ حاسِدٌ ... أَو أَن يَميلَ مَعَ العَدُوِّ لِئامُها
قوله: أن يبطئ حاسد، معناه على قول البصريين: كراهية أن يبطئ حاسد وكراهية أن يميل، وعند الكوفيين، أن لا يبطئ حاسد وأن لا يميل، كقوله تعالى: [1] رهطه الأدنون: قومه الأقربون.