قصرًا بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبة، ونحر له، وكساه، وحمله على نجيبة، وسقاه الخمر[1]. [1] الأصفهاني: الأغاني 11/ 50- 51.
5- ديانته وأخلاقه:
كان عمرو بن كلثوم نصرانيًّا، على الأغلب[2]، وذلك لأن نصرانية تغلب ثابتة حتى القرن الثالث والرابع بعد الهجرة[3]، لكنّ ليس في ديوانه وأخباره التي وصلت إلينا ما يؤكد ذلك. أما صفاته وأخلاقه، فيظهر من أخباره وشعره، أنه كان فارسًا مقدامًا، سيدًا في قومه، شاعرًا مفلقًا، شديد الأنفة إلى حد الكبرياء، فخورًا بنفسه وبقبيلته إلى حد الادِّعاء الصبياني، كريْمًا سخيًّا[4]، فاتكًا، وقد ضرب المثل بفتكه، فقيل: "أفتك من عمرو بن كلثوم"[5] ولعل سبب هذا القول فتكه بالملك عمر بن هند. [2] جعله الأب لويس شيخو من شعراء النصرانية "راجع كتابه شعراء النصرانية ص 197- 204". [3] راجع الأب لويس شيخو: النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية. ص 125. [4] وروي أنه قال ردًّا على لوم امرأته لشدة إتلافه ماله "من الرمل":
لا تلوميني فإني متلف ... كل ما تحوي يميني وشمالي
لست، إن أطرفت مالًا، فرحًا ... وإذا أتلفته لست أبالي
يخلق المال، فلا تستيئسي ... كرّيَ المهر على الحي الحلال [5] ورد المثل في جمهرة الأمثال للعسكري 2/ 112؛ والدرة الفاخرة لأبي حمزة الأصفهاني 1/ 329؛ ومجمع الأمثال للميداني 2/ 90؛ والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري 1/ 266.
6- وفاته:
لم تذكر لنا المصادر العربية السنة التي توفي فيها عمرو بن كلثوم، مثلما لم تذكر سنة ولادته، لكن من المؤكد أنه عمّر طويلًا، فقد ذكر الأصفهاني أنه عمر مائة وخمسين سنة[6]، وقال كوسين دي برسفال: إنه عاش مائة سنة، وتوفي حوالي الهجرة[7]، وعيَّن الأب لويس شيخو لوفاته السنة 600م دون أن يذكر المصدر الذي [6] الأصفهاني: كتاب الأغاني 11/ 47، 53. [7] Caussin de perceval: Essai sur L.htm'histoire des arabes. T.II.P.382.