قال عليه الصلاة والسلام: "ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة".
وكان قد حضر حرب داحس والغبراء، وحسن فيها بلاؤه وحُمدت مشاهده.
ووقائعه كثيرة يشتبه فيها الصحيح بالموضوع.
أغار عنترة على بني نَبَهان من طيئ، فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير، فجعل يرتجز وهو يطردها. وكان "وَزَر بن جابر النبهاني" في فتوَّة فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه. فتحامل بالرميَّة حتى أتى أهله.
وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص.
كان عنترة شاعرًا مجيدًا فصيح الألفاظ، بيِّن المعاني نبيلها. كان كأنما الحماسة أنزلت عليه آياتها. وكان رقيق الشعر. لا يؤخذ مأخذ الجاهلية في ضخامة الألفاظ وخشونة المعاني. وكان يهوى ابنة عمه "عبلة بنت مالك بن قراد" فهاجت شاعريته لذلك، وكان كثيرًا ما يذكرها في شعره، وكان أبوها يمنعه من زواجه بها، فهام بها حتى اشتد وجده، وقيل: إنه قد تزوجها بعد جهد وعناء.
معلقته هي الشعر الثابت له بلا اختلاف. أما غيرها فمنها ما هو ثابت له، ومنها ما هو مختلف فيه، ومنها ما ليس له قطعًا. كأكثر ما في ديوانه المشهور.
وسبب نظمها ما حكوا من أنه جلس يومًا في مجلس بعدما كان قد أبلى وحسنت وقائعه واعترف به أبوه وأعتقه فسابَّه رجل من بني عبس، وعاب عليه سوادَ أمه وإخوته وأنه لا يقول الشعر. فسبَّه عنترة وفخر عليه. وقد استهل معلقته بالغرام وشكوى البعد وغير ذلك من أنواع النسيب. ثم تخلص إلى الفخر والحماسة وذكر وقائعه ومشاهده.