يقول: لو كان يعلم الخطاب لاشتكى إلَيّ مما يقاسيه ويعانيه، وكلمني لو كان يعلم الكلام، يريد أنه لو قدر على الكلام لشكا إلَيّ مما أصابه من الجراح.
70-
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأذْهَبَ سُقْمَهَا ... قِيلُ الفَوَارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أقدمِ
يقول: ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قول الفوارس لي: ويلك يا عنترة أقدم نحو العدو واحمل عليه، يريد أن تعويل أصحابه عليه والتجاءهم إليه شفى نفسه ونفى غمه.
71-
وَالْخَيْلُ تَقْتَحِمُ الْخَبَارَ عَوَابِسًا ... مِنْ بَيْنِ شَيْظَمَةٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَمِ
الخبار: الأرض اللينة. الشَّظِيم: الطويل من الخيل.
يقول: والخيل تسير وتجري في الأرض اللينة التي تسوخ[1] فيها قوائمها بشدة وصعوبة وقد عبست وجوهها لما نالها من الإعياء، وهي لا تخلو من فرس طويل أو طويلة، أي كلها طويلة.
72-
ذُلُلٌ رِكَابِي حَيثُ شِئْتُ مُشَايِعِي ... لُبْتِي وَأَحْفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
ذُلُل: جمع ذَلول من الذل وهو ضد الصعوبة. الركاب: الإبل، لا واحد لها من لفظها عند جمهور الأئمة، وقال الفراء: إنها جمع ركوب مثل قلوص[2] وقلاص ولقوح ولقاح. المشايعة: المعاونة، أخذت من الشياع وهو دقائق الحطب لمعاونته النار على الإيقاد في الحطب الجزل[3]. الحفز: الدفع. الإبرام: الإحكام.
يقول: تذلّ إبلي لي حيث وجهتها من البلاد ويعاونني على أفعالي عقلي، وأمضي ما يقتضيه عقلي بأمر محكم.
73-
وَلَقَدْ خَشيتُ بَأَنْ أَمُوتَ وَلَمْ تَدُر ... للحَرْبِ دَائِرَةٌ عَلَى ابْنَي ضَمْضَمِ
الدائرة: اسم للحادثة، سميت بها لأنها تدور من خير إلى شر ومن شر إلى خير ثم استعملت في المكروهة دون المحبوبة. [1] تسوخ: تغوص. [2] القلوص: الناقة الفتية المجتمعة الخلق. [3] الجزل: من الحطب العظيم اليابس.