يقول: وإن منعتم ما سألناكم من المهادنة والموادعة، فمن الذي حدثتم عنه أنه عزنا وعلانا، أي فأي قوم أخبرتم عنهم أنهم فضلونا، أي لا قوم أشرف منا، فلا نعجز عن مقابلتكم بمثل صنيعكم.
34-
هَلْ عَلِمْتُمْ أَيّامَ يُنْتَهَبُ النّا ... سُ غِوَارًا لِكُلّ حَيٍّ عُوَاءُ
الغوار: المغاورة. العواء: صوت الذئب ونحوه، وهو ههنا مستعار للضجيج والصياح.
يقول: قد علمتم غناءنا في الحروب وحمايتنا أيام إغارة الناس بعضهم على بعض، وضجيجهم وصياحهم مما ألَمّ بهم من الغارات. وهل في البيت بمعنى قد لأنه يحتج عليهم بما علموه. الانتهاب: الإغارة.
35-
إذْ رَفَعنا الْجِمَالَ مِنْ سَعَفِ البَحْـ ... ـرَينِ سَيرًا حَتّى نَهاها الْحِسَاءُ
السعف: أغصان النخلة، والوحدة سَعَفة. قوله، سيرًا، أي فسارت سيرًا فحذف الفعل لدلالة المصدر عليه، الحساء: موضع بعينه.
يقول: حين رفعنا جمالنا على أشد السير حتى سارت من البحرين سيرًا شديدًا إلى أن بلغت هذا الموضع الذي يعرف بالحساء، أي طوينا ما بين هذين الموضعين سيرًا وإغارة على القبائل، فلم يكفنا شيء عن مرامنا حتى انتهينا إلى الحساء.
36-
ثُمَّ مِلْنَا عَلَى تَميمٍ فَأحْرَمْـ ... ـنَا وَفِينَا بَنَاتُ قَوْمٍ إِمَاءُ
أحرمنا أي دخلنا في الشهر الحرام.
يقول: ثم ملنا من الحساء فأغرنا على بني تميم، ثم دخل الشهر الحرام وعندنا سبايا القبائل قد استخدمناهن، فبنات الذين أغرنا عليهم كن إماء لنا.
37-
لا يُقيمُ العَزيزُ بالبَلَدِ السَّهْـ ... ـلِ وَلا يَنْفَعُ الذّليلَ النَّجَاءُ
النجاء، ممدودًا ومقصورًا: الإسراع في السير.
يقول: وحين كان الأحياء الأعزة يتحصنون بالجبال ولا يقيمون بالبلاد السهلة، والأذلاء كان لا ينفعهم إسراعهم في الفرار، يريد أن الشر كان شاملًا عامًا لم يسلم منه العزيز ولا الذليل.