responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 323
يقول: حملنا عليهم حملةً منكرة، فأصبنا منهم ثلاثةً من الفتيان، وقتلت قيناً. وقين: اسم رجلٍ كان مشهوراً فيهم بالبأس والنجدة، فلذلك عين عليه. وقوله " ثلاثة فتيةٍ " فتيةٌ من أبنية القليل، كغلمةٍ وصبيةٍ، ولذلك أضاف الثلاثة إليها. وبناء الكثير الفتيان. و " شدوا شدةً أخرى "، يقول: وحملوا حملةً فأصابوا منا مثل ما أصبنا منهم، وارتث من قتلانا مثل ما ارتث من قتلاهم، ورموا جويناً أخى. قوله " بأرجل مثلهم " لو قال أمثالهم لجاز، وفي القرآن: " ثم لا يكونوا أمثالكم "، وفي موضع آخر: " يرونهم مثليهم رأي العين "، وفي موضع آخر: " إنكم إذاً مثلهم ". وهذه الأبيات تسمى المنصفة، لما تقابل فيها من صفات الجيشين على وجه التعادل، وسنن التصادق. إن قيل ما فائدة قوله " شدةً أخرى "، ولم يكن قد تقدم لهم أولى؟ قلت: يجوز أن يكون أراد توالي بيننا حملتان: الأولى منا، والأخرى منهم، لأن قصده اقتصاص الحال الدائرة بينهم. ويجوز أن يكون أراد أن يبين أنهم كانوا السابقين والمبتدئين، فوصف شدتهم بالأخرى ليعلم أن المتقدم في الذكر كانت الأولى.
وكان أخي جوينٌ ذا حفاظٍ ... وكان القتل للفتيان زينا
فآبوا بالرماح مكسراتٍ ... وأبنا بالسيوف قد انحنينا
نبه على أنه بحسن محافظته على الشرف، وجميل مدافعته دون العشيرة ثبت حتى قتل، وأن قتله كانت قتلةً محمودةً تزين ولا تشين. وقوله: فآبوا بالرماح مكسراتٍ، وأبنا بالسيوف منحنياتٍ، جعل فيه أعلى الصفتين لنفسه وذويه، وإن كان الظاهر من قصده في الوصف الجري على سنن النصف، يشهد لذلك ما رتبه زهيرٌ في قوله:
بطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
ألا ترى أنه جعل الطعن فوق النضل، والضرب فوق الطعان، والعناق فوق الكفاح. وكذلك فعل في الرديان والحجلان، وفي وصف أخيه بحسن الحفاظ عند قوله " ورموا جوينا " في مقابلة " وقتلت قينا ". وأما قول الآخر.
نطاردهم نستنقذ الجرد كا لقنا ... ويستنقذون السمهري المقوما

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست