responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 672
يقول: يا عتبان، كنت رجلاً كان لي ملاذٌ ألوذ به، وجانبٌ أستنيم إليه، وأتعزز بعزه، إلى أن فقدتك، والجدود تنحط بعد الارتفاع، وتعوج عقيب الاستواء. فقوله والجدود تضعضع اعتراضٌ، لأن قوله كنت أشوس متصل بما قبله. والشوس هو النظر في اعتراضٍ كنظر الغضبان والكاره للشيء المعرض عنه والمقامة: المجلس. والسادر: الذاهب عن الشيء ترفعاً عنه. ويقال أتى فلانٌ أمره سادراً، إذا جاءه من غير جهته. والسدر: ظلمة تغشى العين، وكأن السادر منه. وقوله فنظرت قصدي أراد نظرت حين أقصد، ومكان قصدي. وإعرابه يجوز أن يكون نصباً على الظرف، وقد حذف اسم المكان معه، ويحوز أن يكون مصدراً، كأنه قال: فنظرت أقصد قصدي، أي قاصداً قصدى فدل المصدر على اللفظ بالفعل، والواقع موقع الحال هو الفعل. ومعنى البيت: قد كنت بما في نفسي من الكبر والتعلي على الناس أنظر إلى أهل المجلس نظر المعترض عليهم، المعرض عنهم المستهين بهم، المأخوذ عن قصدي فيهم عجباً واستغناء، فلما فقدتك زالت تلك الخنزوانة عني، واستقام عنقي من الصور العارض له، كما اعتدل نظري فزال عنه الشوس الذي كان فيه.
ويستحسن لأوس بن حجر قوله:
تشاوس يزيد إنني من تأمل
وفقدت إخواني الذين بعيشهم ... قد كنت أعطي ما أشاء وأمنع
خاطب عتبان فيما تقدم، وشكا بثه إليه، على عادة الناس في إظهار التلهف عند مخاطبة المفقود، والجري في مباثته علي عادتهم معه في حياته. وفي الثاني أخبر عن نفسه بأنه مرزأٌ في إخوانه. كأن المصائب كانت متوافيةً إليه، ملحة في تكرير الفجائع عليه، فإخوانه تفانوا واحداُ بعد واحد، وتدانوا في التتابع سنداً بعد سند، فقال: ورزئت إخواني الذين كنت أعطي ما أشاء إعطاءه، وأمنع ما أشاء منعه، مدة عيشهم، وزمن بقائهم. ويقال: عشت عيشاً ومعاشاً. والمعيش والمعيشة والمعاش. اسم ما يعاش به. ويقال هو عائشٌ أي حاله حسنة.

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 672
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست