responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 871
على أنه خبر مبتدأ محذوف، وما ينقضين حينئذ يكون صفة له. وقوله (وما شعرنا) أي ما علمنا. يقال: شعرة وشعراً. ومنه الشعر. يقال: شعر الرجل، إذا قال الشعر، فشعر بكسر العين أي صار شاعراً. وسرار الشهر: آخره؛ لأن القمر يستسر فيه. وقد حكى كسر السين فيه، وليس بكثير. والمعنى: يا قوم، محبوب فيما تقضى نسيم أرواح نجد وروائح رياضه عقب إتيان المطر عليه، وهز الريح لنباتها. ومحبوب أيضاً زمان أهلك وإقامتهم بنجد، حين كنت تشكر وقتك وترضيه، إذ كانت شهوره وأيامه تنقضي وأنت لا تشعر بأنصافها، ولا بأواثلها وأواخرها، لاشتغالك بلهوك، وذهابك في غفلتك. وهم يستقصرون أيام السلامة والسعادة ومواصلة الأحبة، وعند طاعه الدهر والأقدار لهم، كما يستطيلون ما كان على خلافه من الشهور والأعوام.
وقال آخر:
ومما شجاني أنها يوم لأعرضت ... تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أعادت من بعيد بنظرة ... إلى التفاتاً أسلمته المحاجر
يقول ملما بالمعنى الذي شرحه أبو تمام حين قال:
لأودعنك ثم تدمع مقلتي ... إن الموع هي الوداع الثاني
يقول: ومما حزني وصار نصب عيني وحلف قلبي تذكرنيه الأحوال فلا أنساه، وتمثله لناظري الأوقات فلا أتغاباه، أن صاحبتي يوم الفراق عند الوداع أعرضت لي ودمعها يترقرق في جفن عينها ويتحير، لامتلائها به، إلا أنها كانت تحسبه فلا تسيله، فلما أعادت التفاتها إلى بعد إعراضها عني، بنظرة جددتها، أسلمت محاجر عينها ما اجتمع فيها من الدمع، فتحدر في مدامعها؛ لأن ذلك كوداع ثان منها، وكمتعة متعتني بها وزيادة زاد في الحب زودتنيها. وقوله (أنها) مبتدأ و (مما شجاني) خبره. ويقال: شجاه يشجوه شجواً فشجى يشجى؛ فهو شج. وحار الماء والدمع، إذا تحير في موضعه وقد ملأه فلا موضع له. وقوله (أعرضت) : أبدت عرضها. وخبر أن تولت.

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 871
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست