responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 881
أو ضاغطاً، أو ناقراً وذلك عيب يمنع من إدامة السير. فيقول عى وجه التمني: هل أراني راكب ناقة وصلني إلى هذه المرأة، نشيطة طربة، وتطرح عني ثقل هم أزواله وأدافعه، وهي تلازمني بالليل ولا تفارقني. وهذه الناقة لها شواهد توجب عتقها وكرمها، من حسن الخد والمرفق المتجانف عن الزور.
مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها ... بسلم غرز في مناخ تعاجله
هذا يرجع إلى صفة الناقة، والمراد أنها ذكية الفؤاد، شهمة النفس، فكأن بها لنشاطها وذكائها جنوناً أطار قلبها، وأزال مسكتها. وقوله (إن ثنى الرجل ربها) جواب الشرط فيه قوله (تعاجله) وأصله تعاجله، اللام ساكنة للجزم، ولكنه نقل إليها حركة الهاء، وهو ضمير يرجع إلى (ربها) . ومثله قول طرفة:
لو أطيع النفس لم أرمه
يريد: لم أرمه، فنقل. والمعنى أنها لخفتها وحدتها، متى هم صاحبها بركوبها فثنى رجلها، أي غطف بغرزها الذي هو كالسلم، وهو الركاب، عاجلته فنهضت به قبل تمكنه من ركوبها، واستقراره على ظهرها.
وقد سلك هذا المسلك ذو الرمة في البائية التي أولها:
ما بال عينك منها الماء ينسكب
حدثت عن الكسروي علي بن مهدي الأصفهاني عن شيوخه، أن ذا الرمة أنشد هذه القصيدة كثير عزة، فلما انتهى إلى قوله:
حتى إذا ما استوى في غرزها تئب.
قال له: أهلكت والله راكبها، هلا قلت كما قال الراعي:
تراها إذا قمت في غرزها ... كمثل السفينة أو أوقر

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 881
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست