responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 962
وأهنتني فأهنت نفسي صاغراً ... ما من يهون عليك ممن أكرم
يقول: وافقت في مواصلتي أعدائي أخذا فيما أكرهه وأتسخطه، وذهاباً عما أحبه وأرضاه، ولأن حظي منك فيم أرومه يماثل حظي من أعدائي فيما أسومهم فأشرب قلبي حبهم، وانصب إلى جانبهم الميل معهم لمشابهتك لهم، ومماثلة فعالك لفعالهم، وأذللتني فأذللت نفسي على صغر مني، اقتداء بك، ومجانبة للخلاف عليك، ولأني لا أرى كرامة من ترين هوانه، ولا إرضاء من ترين إشخاصه. وانتصب صاغراً على الحال من أهنت. وقوله ممن أكرم العائد إلى الموصول محذوف، كأنه قال: ممن أكرمهم. وقوله حظي منهم يريد به التشبيه، كأنه قال: كحظي منهم، ومنك في موضع الحال، وكذلك منهم.
وقال آخر:
ولا غرو إلا ما بخير سالم ... بأن بني أستاهها نذورا دمي
ومالي من ذنب إليهم علمته ... سوى أنني قد قلت يا سرحة أسلمي
نعم فاسلمي ثم اسلمى ثمت أسلمى ... ثلاث تحيات وإن لم تكلمي
معنى لاغرو لاعجب، وخبر لا محذوف، كأنه قال: لا غرو في الدنيا، أو موجود. وموضع ما يخبر رفع على أنه بدل من موضع لا غرو. وإنما قال بني أستاهها لأنه يريد أنهم مخروون لا مولودن. فيقول متهانفاً: لا عجب إلا ما يخبر به سالم، بأن سقاطها والذين لا عقول لهم فيها، قالوا: لله علينا سفك دمه. ثم قال: هذا اعتقادهم وأقوالهم؛ ولا جناية لي عليهم، ولا ذنب مني اهتدي إليه فيهم سوى قولي: يا سرحة أدام الله لك السلامة - وكان جعل سرحة، وهي شجرة، كناية عن امرأة فيهم - نعم قد قلت وأقوله مكرراً: أسلمي أسلمي. يغايظهم ويناكدهم بهذا المقال. وقوله سوى أنني موضعه من الإعراب استثناء خارج. ويا سرحة إذا ضممته فالضمة الأصل في استعمال المنادى المفرد المعرفة، وإذا فتحته فلاعتيادهم الترخيم في مناداة ما في آخره هاء التأنيث، أتموه ونووا الترخيم فجعلوا حركته حركة المرخم منه. وهي الفتحة. وقوله نعم وإن كان في الأصل حرفاً بوجب به ويجاب في الاستفهام المحض فقد يتوصل به إلى بسط الكلام وصلته. وقوله ثلاث تحيات، انتصب على

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 962
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست