نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 174
فمن أراد خير الدنيا والآخرة فعليه بالدعاء, فبالدعاء يبلغ الإنسان آماله, وتصلح أحواله, وتزكو أعماله, والدعاء يرفع البلاء, ويقي من المصائب والأذى, ويجلب الخيرات والنعم, قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [1] .
من تقرب إلى الله بالدعاء ضمن الإجابة
من أخلص لله في الدعاء ظفر بمراده, وانتصر على أعدائه, فلا تزدري الدعاء وتتكاسل لكي لا تزل وتفشل, ويرحم الله الشافعي حيث يقول:
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ ... وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن ... لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
فيمسكها إذا ما شأ ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
وقال آخر:
وإني لأدعو الله والأمر ضيق ... عليَّ فما ينفك أن يتفرجا
ورب فتى سدت عليه وجوه ... أصاب لها في دعوة الله مخرجا (2)
وجاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي قول الشاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب (3)
وجاء في شعر الحكمة لامرؤ القيس [4] : [1] - سورة الإسراء الآية (110) .
(2) - بهجة المجالس لابن عبد البر ج3ص274.
(3) - الجامع لأحكام القرآن ج1ص106. [4] - امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي, (130-80ق. هـ/496-544م) , شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر, قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره, أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً, كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة, ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 174