ولو ذهبنا نتتبع فوائد المال ومنافعه لما استطعنا إحصاءها لأن الحق سبحانه وتعالى جعله وسيطاً لبناء الحياة, ووسيلة لعمارتها, وقد يكون وسيطاً للوصول إلى الدرجات العلا من الجنة إذا ما راعى الإنسان في طرق كسبه وصرفه ضوابط الشريعة ومقاصدها, فبالمال تبنى دور العلم التي يتعلم فيها الناس أمور دينهم ودنياهم, وبالمال تبنى المنازل للزمنى والمكفوفين والمحتاجين من الفقراء والمساكين, وبالمال يمول الدعاة والمرشدون, وبالمال يؤاسى الضعفاء والمحتاجون, وبالمال تبنى المساجد والجوامع, وبالمال توصل الأرحام, وينشر الإسلام, وتقام دور العبادة في كل مكان, وترتفع راية الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام, فهو زينة الحياة كما أخبر عنه الحق سبحانه وتعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [2] , ولمّا كان المال بهذه المكانة نهى سبحانه وتعالى عن إيتائه السفهاء فقال جل شأنه: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً
(1) - هذه الأبيات لأمير الشعراء احمد شوقي. [2] - سورة الكهف الآية (46) .
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 319