ويرى أبو الطيب المتنبي أن في العفو تملكاً للأحرار حيث عبر عنه بقوله وما قتل الأحرار كالعفو عنهم وذلك في قصيدته التي يقول فيها:
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ ... تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ ... وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ ... وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ ... وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا ... مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
وما أروع قول ابن الآبار الاشبيلي:
ومعرض بالغصن في حركاته ... تنل القلوب العفو من لحظاته
وأطعت سلطان العفاف تكرما ... والمرء مجبول على عاداته
العز في العفو
من أراد الثواب الجزيل، واسترهان الود الأصيل، وتوقع الذكر الجميل، فليصل من قطعه، وليحسن إلى من أساء إليه، وليعفُ عمن ظلمه، وقد روى أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: أحب الأمر إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق احد بأحد في الدنيا إلى رفق الله به يوم القيامة، وعن بن عائشة قال كتب الحجاج إلى
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 591