فكم من جاهل أردى ... حكيماً حين واخاه
يقاس المرء بالمرء ... إذا ما هو ماشاه
وللقلب على القلب ... دليل حين يلقاه
وللناس من الناس ... مقاييس وأشباه
سلمة بن بلال قال: كان فتى يعجب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرآه يوماً يماشي رجلاً متهماً فقال رضي الله عنه وذكر الأبيات.
وكان بشر بن الحارث يقول: النظر إلى الأحمق سخنة عين والنظر إلى البخيل يقسي القلب.
أويس القرني
ومن عقلاء المجانين قدس الله سره، وهو أول من نسب إلى الجنون في الإسلام والمعروف من حديثه ما وجدته في كتاب جدي سعيد بن المسيب رحمه الله ورضي عنه قال: نادى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر بمنى: يا أهل قرن، فقام مشايخ فقالوا ها نحن يا أمير المؤمنين فقال رضي الله عنه أفي قرن من اسمه اويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه اويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال لا يألف ولا يؤلف قال رضي الله عنه ذاك الذي أعنيه إذا عدتم إلى قرن فاطلبوه وبلغوه سلامي وقولوا له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرني بك وأمرني أن أقرأ عليك سلامه. قال فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرمال فابلغوه سلام عمر رضي عنه وسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي، السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهراً، ثم عاد على أيام علي رضي الله عنه مقاتلاً بين يديه، وقتل مستشهداً في صفين امامه، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة وطعنة وضربة ورمية.
هرم بن حيان قال: قدمت الكوفة ولم يكن لي هم إلا أويس القرني أطلبه وأسأل عنه