نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 485
وبطان " هذه شرار الغنم وهي أسماء معارف لا تنصرف. وقال أبو زيد: يقال: فلانة الخيرة من المرأتين بفتح الخاء وسكون الياء، قال: ويقال في مثل للعرب: " قبح الله معزى خيرتها خطة " [خطة] بغير صرف لأنها اسم العنز.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في الشر " " بينهم عطر منشم " يراد به الشر العظيم.
ع: للعلماء في تأويل هذا المثل وفي اللفظ به وفي اشتقاقه وفي سبب المثل به اختلاف كثير وأقوال جمة فأما اختلاف لفظه فإنه قد روى منشم ومنشم ومشأم ومن شم؟ مفصولة -، وأما اختلاف معناه فإن أبا عمرو زعم أن المنشم الشر نفسه، وزعم آخرون أن المنشم شيء يكون في سنبل العطر يسميه العطارون قرون السنبل وهو سم وحي وهو البيش، وزعم آخرون أن منشم اسم امرأة.
وأما اختلافهم ف اشتقاقه فقالوا: إن منشم اسم موضوع كسائر الأسماء الأعلام وقال آخرون هو من نشم إذا بدا وأخذ في الشيء وذلك في الشر دون الخير ومنه الحديث: لما نشم الناس على عثمان رضي الله عنه أي طعنوا عليه، وقال آخرون منشم اسم وفعل جعلا اسماً واحداً وكان أصله من شم فحذفوا الميم الثانية وجعلوا الأولى حرف الإعراب. وأما من رواه مشأم فإنه يجعله اسماً مشتقاً من الشؤم.
وأما اختلافهم في سبب المثل فزعم قوم أن منشم اسم امرأة وكانت عطارة تبيع الطيب فكانوا إذا أرادوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في الحرب ولا يولوا أو يقتلوا، فكانوا إذا دخلوا الحرب بطيب هذه المرأة يقول الناس: قد دقوا بينهم منشم، فلما كثر منهم هذا القول صار مثلاً للشر العظيم قال زهير:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم وزعم آخرون أن منشم كانت امرأة تبيع الحنوط وإنما حنوطها عطر في قولهم دقوا بينهم عطر منشم لأنهم أرادوا عطر الموتى. وزعم من ذكر أن الاسم مركب
نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 485