نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 55
ونارٍ بموماةٍ قليل أنيسها ... أتاني عليها أطلس اللون يابس
نبذت إليه حزةً من شوائنا ... حياءً وما فحشي على من أجالس
فولى بها جذلان ينفض رأسه ... كما آض [1] بالنهب المغير المخالس فلما وصل إلى قومه قالوا: أي عمرو، خرجت من عندنا نحيفاً وأنت اليوم بادن، قال: القيد والرتعة، فأرسلها مثلاً.
قال المفضل: الرتعة: الخصب، ومن ذلك قولهم هو يرتع في كذا، أي في شيء كثير لا يمنع منه ولا يثني عنه. وقال يحيى بن زياد: هو مثل تضربه العرب [2] للخصب، تقول: فلان يرتع، أي أنه في خصب لا يعدم شيئاً. ورتعت الماشية في المرعى رتوعاً: إذا جاءت وذهبت كيف شاءت. وفي التنزيل: {يرتع ويلعب} (يوسف: 12) قال أبو عبيد [3] : يرتع أي يلهو أو يلعب.
وأما قوله: أتحبني يا غضبان؟ فإنما أراد الحجاج أن يكذبه لو قال أحبك، أبو يعاقبه لو أنكر ذلك. فحاد عن الجوابين وقال: أو فرق خير من حبين، فإنما أراد أمري حب أو فرق خير من حبين، فأتى بحرف الشك الذي لا يخلص بين أحد المعنيين وهو " أو ". ومن قرأه أو فرق على أن الهمزة للاستفهام فقد أخل وأحال، وإنما أراد الغضبان أن هيبته له وفرقه منه أنبل وأرفع من محبته إياه مرات لا مرتين. ويروى أو فرقاً خيراً [4] من حبين بالنصب لأنه لما استفهمه بالفعل اجابه به، وأضمره لما جرى من ذكره، وأقام المصدر مقامه، أراد أحبك أو أفرقك فرقاً خيراً من حبين، وقد ذكر ذلك سيبويه. وهذا [5] في المعنى كما تقول العرب: خشية [1] س: آب. [2] س: العامة. [3] ح ص: أبو عبيد. [4] س ط: خير. [5] س: وهو.
نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 55