نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 6
ع: المأثورة هي المحمولة المروية، يقال هذا الحديث مأثور عن فلان، وهو يأثره عنه أي يحمله ويحكيه، وهو معنى قول الله تعالى: {أو أثارة من علم} (الأحقاف: [4]) وروى الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال [1] : سمعني النبي صلى الله عليه وسلم أحلف بأبي فقال: " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم " فما حلفت بها ذاكراً ولا آثراً [2] ، يعني أنه لم يأثر ذلك عن غيره، أي يحيكه عنه، لئلا يجري على لسانه. وقال الأعشى [3] :
إن الذي فيه تناويتما ... بين للسامع والآثر قال أبو عبيد: ومن أمثاله أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم [4] : " مثل المؤمن كمثل الخامة من الرزع تمليها الريح مرةً هاهنا، ومرةً هاهناك، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة ".
ع: لفظ الحديث [5] تمليها الريح مرة هكذا ومرة هكذا، ويروى: تفيئها؛ والخامة: الغضة [6] من الزرع أول ما تستقل على ساق، وألفه [7] منقلبه عن ياءٍ. [1] أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، وفيه اختلاف يسير عما ورد هنا. وأخرجه الترمذي، انظر تيسير الوصول [1]: 23. [2] انظر البخاري، كتاب الإيمان والنذور - الباب: 4. [3] البيت: 21 من القصيدة الثامنة عشرة في ديوانه، وهي إحدى مدائحه في عامر بن الطفيل وتفضيله على علقمة بن علاثة ورواية الديوان: فيه تداريتما، وقوله: تناوليتما يريد تناوأتما وترك الهمز فيه جائز؛ وفي ط: تماريتما. [4] انظر الحديث في البخاري (التوحيد: 31 والمرض والطب: [1]) وفي الفائق [1]: 375 ورواه الفراء كالحافة، بالحاء والفاء، وفسره بطاقة الزرع. [5] س: الحديث مروي. [6] ط س: القصبة. [7] ط س: وألفها.
ومن هذا الجدول يتبين أن الأندلس مدينة بإشاعة هذا الكتاب وحمله ونقله إلى رجلين هما: القالي وطاهر بن عبد العزيز (- 304) وهذا الثاني رعيني قرطبي، رحل إلى المشرق والتقى بعلي بن عبد العزيز في مكة، ولم يقتصر على أخذ الأمثال عنه، بل روى أيضاً كتب أبي عبيد، وحين عاد إلى الأندلس سمعها الناس منه [1] وتاريخ وفاته يدل على أنه سبق القالي إلى تدريس كتاب الأمثال، وأثار حوله عناية كثير من المتأدبين. وقد ذكر البكري نفسه أن ابن عبد ربه قال: شهدت أبا محمد ابن بكار العامري الأعرابي في مجلس يزيد بن طلحة وكتاب الأمثال يقرأ؛ وأضاف أن العامري توقف عن المثل " شاكه أبا يسار ". كذلك فإن بن عبد ربه لخص كتاب الأمثال وأدرج هذا الملخص في كتاب العقد، وكل هذا تم قبل أن يصل القالي إلى الأندلس (330هـ؟) إذ توفي ابن عبد ربه قبل ذلك بحوالي عامين.
واستمر الأندلسيون يولون كتاب أبي عبيد ابن سلام اهتماماً كبيراً في حياتهم الثقافية؛ إذ تسلسل الرواية بعد ابن القوطية حتى يصل الإسناد إلى الشلوبين في القرن السابع؛ وفي هذا القرن نفسه يحدثنا الرعيني في برنامجه أن ابن أبي عزفة سمع على أبي ذر الخشني كتاب الأمثال لأبي عبيد [2] ، ويبدو أن أبا ذر الخشني هو المشار إليه في نسخة فيض الله بالحرف (خ) حيث كتب هنالك بعض التعليقات؛ وكل هذه الحقائق تشير إلى ما أحرزه كتاب ابن سلام من مقام في نفوس الدارسين الأندلسيين. [4] - شرح البكري لأمثال أبي عبيد:
تتبع البكري [3] بعض الأصول بالشرح والتعليق والنقد، هذا إلى جانب ما ألفه في موضوعات أخرى؛ وقد عرفنا من شروحه: [1] انظر ابن الفرضي 1: 243 والجذوة: 230. [2] برنامج الرعيني: 45. [3] كتب الدكتور مؤنس في كتابه (تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس " (مدريد 1967) دراسة مفصلة عن أبي عبيد البكري، ويستطيع القارئ أن يرجع أيضاً إلى مقدمة الأستاذ الميمني على سمط اللآلئ.
نام کتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 6