responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 151
وما لكلِّ واحد منهم من عادة أو خلق أو مزية أو نقيصة. والحق أني استفدت كثيرًا من الوجهة العلمية التاريخية، ولكني مع هذا ضحكت كثيرًا وسخطت كثيرًا؛ فقد كان حولي منهم من يبعث السخط. ولكني سأحدثك عن هذا كله في مقالٍ آخر"1.
ثم يقوم في مقال آخر بوظيفة المقرِّر الصحفي، حين لا يكتب في مكتبه أو في غرفة التحرير بالصحيفة كما يفعل كاتب المقال، وإنما يجمع الحقائق اللازمة لتقريره، ثم يمحِّصُها ويصنِّفُها قبل تحريره، فيقدِّم تقريرًا مفصَّلًا لأعمال كل لجنة من لجان المؤتمر "ليرى المشتغلون بالتاريخ في مصر كيف يتصور علماء أوروبا التاريخ, وكيف يقسمونه إلى أقسامه المختلفة"2 ويشفع هذا التقرير بملاحظاته، ليعصمه من جفاف مادته، بالقياس إلى القارئ، الذي يشعره بأنه "العين التي يبصر بها، والأذن التي يسمع بها، والحواس التي يحسُّ بها، وهو يعرف جيدًا أن عليه أن ينقل إلى القارئ جميع الأحساسيس فور شعوره بها وإدراكه لها"[3]، الأمر الذي يفسِّر اتخاذ شكل "الرسائل" المتتالية، يبعث بها "من باريس" متناولًا في كل رسالة وقائع التقرير أولًا بأول، من خلال الإجابة عن سؤالي "لماذا" و"كيف"، في إحاطة بالموضوع وتعمق في الملاحظة، ومع هذا ليس هناك -كما يقول "كارل وارين" خط واضح يفصل بين الموضوعات -الإنسانية والتقرير- فحدودها تختلط كما تختلط الألوان في قوس قزح4، بحيث يمكن القول أن الموضوعات أو الأعمدة الإنسانية ليست إلّا امتدادًا للتقرير الصحفي5.
ولذلك نجد طه حسين في رسائله من بلجيكا، لا يقتصر على مؤتمر العلوم التاريخية، وإنما ينقل إلى قرائه تقريرًا عن "عيد الملك"[6] الذي أتيح له أن يشهده فور الاحتفال به، ويُشْفِعُه بخواطره وآرائه في واقع هذه البلاد:
"لا أذكر ما كان يضطرب في نفسي من خواطر الأسى والإعجاب, ومن عواطف الأسى والأمل أثناء الطريق بين باريس وبروكسل حين كنَّا نعبر هذه البلاد التي دمَّرتها الحرب تدميرًا, فلم تذر فيها شيئًا إلّا أتت عليه, والتي كان أهلها مشردين في أقطار فرنسا يتكلَّفون ألوان المشقَّة ويستجدون ضروب الإحسان ليستَقرّوا بعد تشريد, وليشبعوا بعد جوع. فأصبحت هذه البلاد ولما تمض على الحرب أعوام عامرة مزدهرة مستكملة أو آخذة في استكمال وسائل الحياة العاملة المنتجة الناعمة المترفة, كنت آمل آسى لقسوة الإنسان

1، 2 السياسة في 2 مايو 1923.
[3] الدكتور عبد اللطيف حمزة: مرجع سبق ص311.
4، 5 كارل وارين "وترجمة عبد الحميد سرايا": كيف تصبح صحفيًّا ص135.
[6] السياسة في 27 أبريل 1923.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست