نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 18
فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وفرق ماله. واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش، فكيف إذا أتاها من يليها. وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم. واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده. وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه، فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر. واعلم أن لك منزلا غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك، يسلمونك في قعره فريدا وحيدا، فتزود له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. فالآن يا أمير المؤمنين وأنت في مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل، لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهليين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك. وتحمل أثقالك وأثقالا مع أثقالك".
ففي هذه القطعة صورة دقيقة للإمام العادل كما يراه الحسن البصري، تتصل باتجاه الحسن الأخلاقي الوعظي أشد اتصال، وتعكس لنا حرصه على التشخيص وإخراج الصور من دائرة الرمز إلى دائرة الواقع المشرق لتكون أقوى دلالة وأكثر جدوى في إبراز الموعظة الحسنة.
ورسالة عبد الحميد إلى الكُتَّاب، التي تضع دستورا للكتابة الديوانية ولأخلاق الكُتَّاب، قريبة الشبة بالمقالة النقدية الحديثة، من حيث الموضوع والأسلوب. وكذلك رسالته إلى ولي العهد، التي تدور حول ما يجب أن تكون عليه أخلاقه في سيرته الخاصة وفي علاقاته مع أفراد حاشيته من القواد والموظفين، وحول تنظيم الجيوش، تعتبر مقالة في السياسة وتدبير الحاشية. وكذلك رسالتاه عن الشطرنج والصيد تقتربان، إلى حد ما، من أسلوب المقالة الحديثة، ورسالة سهل بن
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 18