نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 37
4- نهضة المقالة الإنكليزية بعد عودة الملكية:
في تلك الفترة التي انصرمت بين نمو البذور التي طرحها مونتين في حقل المقالة، وعودة الملكية إلى إنكلترا سنة 1660م، نلتقي بعض الكتاب المغمورين، الذي جربوا أقلامهم في تحبير المقالات، متأثرين بأحد الأسلوبين: أسلوب مونتين، وأسلوب باكون. ولكن واحدا منهم لم يترك أثرا ذا قيمة في هذا السبيل، إن في القالب أو في المضمون.
وقد مرت المقالة في هذه الفترة بمحنة. ولعل ذلك عائد إلى انصراف أكثر الكتاب إلى معالجة "الصور الشخصية" أو إلى المشاركة في الخصومات السياسية والحزبية التي تلظى أوارها في ذلك الحين.
ولكن ما لبثت المقالة أن استردت مكانتها، في فترة الهدوء التي عقبت عودة الملكية. وكان للتقليد الذي تركه مونتين فيها أثر كبير في نهضتها تلك. وقد يعزى ذلك إلى اتجاه القارئ الإنكليزي آنذاك نحو الاطلاع على الأدب الفرنسي، بعد عودة الأسرة المالكة من فرنسا. أو إلى كون
كمقالاته عن فائدة الزواج والعزوبة للرجال الذين يتولون المناصب العامة، وعن الرسائل التي تيسر الوصول إلى المناصب الرفيعة، وعن أحسن الوسائل لمعاملة الرعية الثائرة، وعن أثر السفر في تهذيب الرجال، وما إلى ذلك من المقالات التي تذكرنا بمقالات ابن المقفع في صحابة الخلفاء، وأدب الحاشية وواجبات الخليفة.
ونستطيع أن نوجز ما مضى بقولنا: إن باكون الذي أفاد من مقالات مونتين، فائدة ظاهرة، استطاع أن يأتي بجديد في هذا الفن الناشئ[1]. [1] راجع تفصيل تأثر باكون بمونتين في كتاب Upham المشار إليه سابقا.
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 37