نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 50
إسهاب لم تعرفه مقالة القرن الماضي التي كانت تكتفي بعرض الصور القصيرة، وبتصوير بعض جوانب الموضوع.
وهذه التغيرات الواضحة التي لحقت المقالة الحديثة، تعود إلى أسباب عديدة، نستطيع أن نجعلها فيما يلي:
1- طغيان موجة الرومانطيقية، التي غيرت مُثُل الناس وتقاليدهم في الأدب والحياة، فعكفوا على ذواتهم ونضوا عن أنفسهم أسمال الكلاسيكية، وجدوا في البحث عن وسائل جديدة، لاكتشاف ذواتهم والتعبير عنها. وقد تأثر المقاليون بطغيان هذه الموجة، شأنهم في ذلك شأن الشعراء، ولذا التقت المقالة الحديثة بالشعر الحديث في أكثر من خاصة. وهذه التيارات الجديدة في حياة الناس وأذواقهم ومُثُلهم، جرفت بعض أعلام الكتاب، فطوروا المقالة حتى أصبحت تحتمل هذه المثل الجديدة، وكان نجاحهم في ذلك، خير مشجع لغيرهم من الكتاب على السير وفق هذا النهج الجديد. وعلى هذا، لا يقل أثر لام ولي هنت وهزلت، في الحركة الأدبية الجديدة، عن أثر زملائهم من الشعراء أمثال وردزورث وبايرون وكيتس.
وقد كان من شأن هؤلاء الكتّاب، الذين التفوا حول ذواتهم، أن يعودوا إلى الكاتب المقالي الذاتي الأول، مونتين، وبهذا استردت المقالة المونتينية مكانتها في نفوس الأدباء، وأصبحت دستور هذه الفئة الجديدة، يصبون على غرارها ويستشهدون بها، ويذكرون صاحبها بالتقدير والأعجاب.
2- ظهور المجلة الأدبية: وقد كان لظهور المجلة الأدبية في هذا القرن، أثر كبير في تطور المقالة الحديثة. فقد كانت المجلة القديمة، التي سارت على نهج مجلتي ستيل وأديسون، تتسع لأغراض شتى
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 50