نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 68
إنه أفرد لها أحد كتبه. وفي أسلوبه يقول الزيات:
"كان همه من الكتابة أن يقرر ويقنع، لا أن يؤثر ويمتع، ولعل منشأ ذلك فيه أن عقله كان أخصب من خياله، وأن علمه كان أكبر من فنه، وأن حبه للحرية والصراحة كان يحبب إليه إرسال النفس على سجيتها من غير تقييدها بأسلوب معين، وعرض الفكرة على حقيقتها من غير تمويهها بوشي خاص. ومع ذلك كان لأسلوبه طابعه المميز وجاذبيته القوية. تقرؤه فلا تروعك منه الصور البيانية الأخاذة ولا الأصوات الموسيقية الخلابة، وإنما تروعك منه المعاني المبتكرة الطريفة والآراء الصريحة الجريئة والشخصية القوية المهيمنة. فأنت منه بإزاء عالم يبحث لينتج، أو مصلح يصف ليعالج، لا بإزاء مصور يلون ليعجب أو موسيقار يلحن ليطرب"[1].
وقد وصفه طه حسين أحسن وصف، حين نقد الجزء الأول من "فيض الخاطر" فقال:
"ومع ذلك فهناك شيئا لا أستطيع أن أختم هذا الفصل دون أن ألم بهما وأشير إليهما: فأما أولهما فهو أن الأستاذ أحمد أمين يسرف في حبه للمعاني وإعراضه عن جمال اللفظ، وغلوه في أن يكون قريبا سهلا وسائغا مألوفا ومفهوما من العامة وأوساط الناس، حتى يضطره ذلك إلى أن يصطنع بعض الاستعمالات العامية التي لا حاجة إليها، ولا تدعو النكتة الفنية إلى استعمالها. وإنما هو تعمد من الأستاذ وتكلف يفسد عليه الجمال الأدبي أحيانا، ويغري بعض نقاده أن يزعموا أن إنشاءه ليس إنشاء أدبيا. وهو مع ذلك أحسن ما يكون الإنشاء الأدبي لو لم يتطرف صاحبه -أحيانا- بهلهلة نسجه، متعمدا لذلك متكلفا له مسرفا فيه ... [1] أحمد أمين، بقلمه وقلم أصدقائه: ص16، 17.
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 68