نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 96
-وهو ناحيتها الشكلية التي تنهض على تكأتي التصميم والأسلوب- أثناء تحليله للشق الأول. فالمضمون والصورة لا ينفصلان في العمل الأدبي الذي يتمثل كما قال عبد القاهر الجرجاني في عملية النظم. ولكن تسهيلا للدراسة، كما أسلفنا، لا بد لنا من أن نعالج كلا منهما على حدة.
وقد عرف والتر باتر تصميم المقالة، في مقالته المعروفة عن الأسلوب بقوله:
"هو ذلك التصور البنائي للموضوع الذي يرهص بالنهاية منذ البداية ولا يرفع عينه عنها. وهو في أي جزء من الأجزاء، يلتفت إلى الأجزاء الأخرى، إلى أن تكشف العبارة الأخيرة عن كنه العبارة الأولى وتبرر وجودها دون أن تحس بأي فتور"[1].
وإذا اتخذنا مقاله "فن السرور" لأحمد أمين[2] مثلا، وحاولنا أن نكشف التصميم الذي وضعه الكاتب في نفسه لها، وجدنا أولا تلك المقدمة التي يتحدث فيها عن هذه النعمة الكبرى التي منحها الله الإنسان وعن مظاهرها في مشاهد الطبيعة وفي حياة الإنسان، ويقرر أن السرور لا يعتمد على الظروف الخارجية، بل يعتمد على النفس وقدرتها على اجتلاب السرور، فيقول:
"نعمة كبرى أن يمنح الإنسان القدرة على السرور، يستمتع به إن كان أسبابه، ويخلقها إن لم تكن. يعجبني القمر في تقلده هالة جميلة تشع فنًّا وسرورا وبهاء ونورا. ويعجبني الرجل أو المرأة، يخلق حوله جوا مشبعا بالغبطة والسرور، ثم يتشربه فيشرق في محياه ويلمع في عينيه. [1] A.R.W. Pater. "Style" "Theories of Style in Literature". p. 399". [2] فيض الخاطر ج2: 200.
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 96