نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 175
صبح مطير، ونسمة عطرة ... وأنفس للصبوح متنظرة
فدر بعينييك حيث شئت تجد ... ملكًا كبيرًا وجنة خضرة
وخلنا من سياسة درجت ... بين أناس قلوبهم وغره
يقضون أيامهم على خطر ... فبئس عقبى السياسة الخطرة
خديعة لا يزال صاحبها ... بين هموم وعيشة كدرة
فلما سقطت وزارة رياض تحت ضغط الوطنيين عقب مظاهرة عابدين, عاد البارودي وزيرًا للحربية بعد أن ألحَّ عليه توفيق إلحاحًا شديدًا، وانتخب مجلس النواب, وافتتح في ديسمبر 1881, وهدأت الأمور، وسارت وزارة شريف في طريق الإصلاح، ولكن إنجلترا وفرنسا كانتا كارهتين للهدوء والاستقرار، فما أن أخذ مجلس النواب يناقش المادة التي تخوّل له الحق في تقرير الميزانية, حتى قدمتا مذكرةً تحتجان فيها على ذلك، وقبل شريف هذا الاحتجاج، ورفضه مجلس النواب, فاستقالت وزراة شريف، وتولَّى البارودي رئاسة الوزارة في 4 من فبراير 1882، وكان عرابي وزيرًا للحربية في وزارة البارودي.
كان البارودي محبوبًا من الشعب ومن الجيش على السواء، وفرح المصريون بوزارته فرحًا عظيمًا، وأخذ مجلس النواب، فوق إصدار الدستور الذي كان صدوره عيدًا للأدب والتاريخ؛ يبحث عدة مشروعاتٍ لمعالجة غلاء الأسعار, وتعميم التعليم الابتدائي، وإصلاح القضاء, وإنشاء خزان أسوان، ثم انتهت دورته, وتابعت الوزارة حركة الإصلاح في خطًا واسعة، ولكن أنى لها الجوَّ الهادئ وتوفيق واقع تحت سيطرة فرنسا وانجلترا، وهما متربصتان بمصر والمصريين الشر، فانتهزتا فرصة الخلاف بينه وبين الوزارة بسبب مؤامرة الضباط الجراكسة على قتل عرابي وأصحابه، وبالرغم من أن هذا الخلاف قد سُوِّيَ، فقد بدأت سفن الأسطولين الإنجليزيّ والفرنسيّ تصل إلى مياه الإسكندرية، وقدمت الدولتان في 25 من مايو مذكرةًَ جديدةً بضرورة استقالة الوزارة, ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض أصحابه بناءً على اقتراح سلطان "باشا" الذي بدأ من ذلك اليوم يناصر الإنجليز, ويخون قضية بلاده، تلك القضية التي طالما ناصرها، وهكذا وقع في الشرك الذي وقع فيه شريف "باشا" من قبل[1]. [1] بلنت, التاريخ السري 224.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 175