نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 192
وما هذه البهم والجمال السائمة؟ اللهم إنه التقليد ورياضة القول, وإظهار المقدرة على النظم في مثل هذه الأغراض، وعلى هذا النمط كما فعل القدماء.
3- ونراه في النسيب ووصف المرأة يعمد إلى التشبيهات القديمة المحفوظة، فهي تحكي الظبي في كناسه، والبدر في سمائه، وهي مهاة، وألحاظها سيوف باترات، وقدها غصن يتثنى ... إلخ هذه القوالب الموروثة.
إذ نظرت أو أقبلت، أوتهللت ... فويل مهاة الرمل، والغصن والبدر
ويقول:
أيها الساهرون حول وسادي ... لست منكم أو تذكروا لي نجدًا
لا تخوضوا في غيره من حديث ... فهو حسبي، وأي ماء كصدا1
ويتغزل:
غصن بانٍ قد اطلع الحسن فيه ... بيد السحر جلنارًا ووردًا
ما هلال السماء؟ ما الظبي؟ ما ... الورد جنيًا؟ ما الغصن إذ يتهدى؟
هو أبهى وجهًا وأقتل ألحاظًا ... وأندى خدًّا، وألين قدّا
ويصف المرأة بقوله:
كالورد خدًّا، والبنفسج طرة ... والغصن قدًّا، والغزالة ملفتًا
ويصفها وصفًا ماديًّا كما كان يفعل القدماء، كأنها تباع وتشترى:
خفت معاطفها، لكن روادفها ... بمثل ما حملتني في الهوى رجحت
ويلاه من لحظها الفتاك إن نظرت ... وأهٍ من قدِّها العسال إن سنحت
كالبدر إن سفرت والظبي إن نظرت ... والغصن إن خطرت والزهر إن نفحت
1 صدًّا بالقصر ضرورة من صداء: اسم عين يستعذبها العرب, وفي أمثالهم. "ماء ولا كصداء".
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 192