نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 204
وصاحب لا كان من صاحب ... أخلاقه كالمعدة الفاسدة
أقبح ما في الناس من خصلة ... أحسن ما في نفسه الجامدة
لو أنه صور من طبعه ... لكان لعمري عقربًا راصده
يصلح للصفع لكيلا يرى ... في عدد الناس بلا فائدة
يغلبه الضعف ولكنه ... يهدم في قعدته المائة
يراقب الصحن على غفلة ... مكن أهله كالهرة الصائدة
كأنما أظفوره منجل ... وبين فكيه رحى راعده
كأنما البطة في حلقه ... نعامة في سبسب شارده
تسمع للبلع نقيقًا كما ... نقت ضفادي ليلة راكدة
كأنما أنفاسه حرجف ... وبين جنبيه لظى واقدة
4- وقد وصف البارودي كثيرًا من الأشياء كالسجن، والقطار، والخمر, وغير ذلك، وربما كان وصفه للقطار أول وصفٍ من نوعه في اللغة العربية؛ لأن السكة الحديدية دخلت مصر في أخريات أيام سعيد، ولم يفطن شعراء عصره له, أولم يهتموا بوصفه، ويقول فيه -وإن لم يصفه بدقة:
ولقد علوت سراة أدهم لو جرى ... في شأوه برق تعثر أو كبا
يطوي الفلا طيّ السجل ويهتدي ... في كل مهمة يضل بها القطا
يجري على عجلٍ فلا يشكو الوجى ... مد النهار، ولا يمل من السرى
لا الوخد منه، ولا الرسيم ولا يرى ... يمشي العرضنة أو يسير الهيدبى1
1 الوخد: سعة الخطو، والرسيم: سير الإبل قريب من الهرولة دون الجري، والعرضنة، نوع من السير يمتاز بالخفة والسرعة والنشاط، والهيدبى: مشي للخيل فيه جد.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 204