نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 233
الحكمة:
وقد أكثر البارودي من قول الحكم، ومعظمها حكم مبتكرة, وقع عليها السابقون, وصاغها البارودي صياغةً جديدةً بأسلوبه الجزل الفخم, وقد وردت له كثير من الأبيات السائرة التي صارت كأنها أمثال كقوله:
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب
وقوله:
وقليلًا ما يصلح المرء للجد ... إذا كان ساقط الأجداد
وقوله:
لعمرك ما في الدهر أطيب لذة ... من اللهو في ظل الشبيبة واليسر
وقوله:
إذا ساء صنع المرء ساءت حياته ... فما لصرف الدهر يوسعها سبا
ومن أبيات الحكمة التي اشتهر بها قوله:
والدهر كالبحر لا ينفك ذا كدر ... وإنما صفوه بين الورى لمع
لو كان للمرء فكر في عواقبه ... ما شان أخلاقه حرص ولا طبع1
وكيف يدرك ما في الغيب من حدث ... من لم يزل بغرور العيش ينخدع
دهر يغرُّ، وآمال تسر وأعمار ... تمر، وأيام لها خدع
يسعى الفتى لأمور قد تضر به ... وليس يعلم ما يأتي وما يدع
يأيها السادر المزور من صلف ... مهلًا فإنك بالأيام منخدع
دع ما يريب، وخذ فيما خلقت له ... لعل قلبك بالإييان ينتفع
إن الحياة لثوب سوف تخلعه ... وكل ثوب إذا ما رَثَّ ينخلع
1 الطبع: الشين والدنس والعيب.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 233