نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 411
[2]- وقد تكون وصفًا لحادثة أو شخص أو شيء, تعطي تقريرًا كاملًا تفصيليًّا عنه وعن محيطه.
3- وقد تكون معرضًا لفكرة وتوضيحًا لها حينما تكون الفكرة غامضة، والموضوع معنويًّا ومهمة العرض أن يفسر لماذا حدث هذا الشيء، أو كيف يمكن أن يحدث ذلك الشيء، والفرق بين العرض وبين الوصف أن العرض لا يأبه بالتفصيلات, ولكن يعنى بالصفات العامة وبالمبادئ، والميزات التي تخص نوعًا ما؛ وقد تذكر بعض التفاصيل أثناء العرض، ولكنها لا تحتل المكانة الأولى، بل تذكر لإيضاح فكرة, أو تضرب مثلًا على قانون عام، فقد تصف صورة ما، ولكن الكلام عن التصوير عرض، وقد تصف مسجدًا ما، ولكن الكلام عن هندسة المساجد يحتاج إلى عرض.
4- وهناك المقالة الجدلية التي تناقش فكرة ما، وتبين ما بها من خطأ وصواب، وصدق وكذب، وقد يكون الموضوع عادة سؤالًا يناقشه الكاتب ويجيب عنه بما يراه؛ كسؤالنا مثلًا عن الحرب وهل هي معقولة؟ أو عن الكذب وهل ثمة ما يسوغه في الحياة؟ أنتصدق على الشحاذين؟
وهذه الصور هي التي تظهر فيها المقالة في الأدب الغربي[1]، ونرى مثلها في الأدب العربي الحديث[2]؛ لأنها صورة طبيعية يلجأ إليها كل كاتب، وقد بينت لك فيما سبق الفرق بين أسلوب المقالة الصحفية والمقالة الاجتماعية.
والكلام عن المقالة يدعونا حتمًا إلى الكلام عن الصحافة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر؛ لأن المقالة لم تظهر إلّا في الصحف، ونحن قد تتبعنا الصحافة في عصر إسماعيل وأوئل عهد توفيق, أما الصحافة في عهد الاحتلال فقد تكلمنا عنها آنفًا عن مجلة الأستاذ عبد الله نديم التي أنشئت في سنة 1893، وكيف كانت حربًا عوانًا، ونارًا مضطرمة على الاحتلال والأجانب، ولكن هؤلاء ضاقوا به ذرعًا فأغلقوا جريدته ونفوه من البلاد. [1] راجع 19، 25، Eassy Writing Rhetoric and Prosody by Egerton Smithp. [2] راجع كتابنا نشأة النثر الحديث وتطوره, ففيه بحث مستفيض عن تطور المقال الأدبي.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 411