نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 129
أعلم منه بالنحو[62]. وقال السيوطي[63]عنه وعن زميله أبي عبيدة وأبي زيد "وكان في العصر ثلاثة، هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير قبلهم ولا بعدهم مثلهم، عنهم أخذ جل ما في أيدي الناس من هذا العلم، بل كله، وهم أبو زيد وأبو عبيدة والأصمعي". وهو صاحب اللغة والأخبار والنحو والغريب والملح، وكان مشهورًا بالحفظ: قال عمر بن شبة: "سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة". وقال عنه القفطي64 "كان الأصمعي بحرًا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو". ويقول عنه كذلك "وعمل الأصمعي قطعة كبيرة من أشعار العرب ليست بالمرضية عند العلماء لقلة غريبها واختصار روايتها". وقال عنه ابن جني: "وهذا الأصمعي هو صناجة الرواة والنقلة، وإليه محط الأعباء والثقلة. كانت مشيخة القراء وأمثالهم تحضره وهو حدث لأخذ قراءة نافع عنه. ومعلوم كم قدر ما حذف من اللغة فلم يثبته؛ لأنه لم يقو عنده إذ لم يسمعه". ويقول عنه أبو الطيب اللغوي "إنه كان لا يفتي إلا فيما أجمع عليه العلماء، ويقف عما ينفردون به عنه، ولا يجوِّز إلا أفصح اللغات ويلج في دفع ما سواه"[65]. من هذا نجد أن الأصمعي كان من أئمة الرواة المشهود لهم بالأمانة والصدق، وكان ثقة مصدقًا لدى جميع العلماء والنقاد والباحثين النزيهين. وله مؤلفات كثيرة العدد. [62] الفهرست لابن النديم، ص88. [63] المزهر ص401.
64 الخصائص جـ3 ص311. [65] مراتب النحويين ص49.
14- ابن الأعرابي: هو أبو عبد الله محمد بن زياد الملقب بابن الأعرابي، ولد سنة 145-762 وتوفي بسامرا سنة 225-839 وقبل سنة 231، وكان عمره إحدى وثمانين سنة، وهو عالم كوفي، قال عنه أبو عباس: "قد أملى على الناس ما يحمل على أجمال، لم ير أحد في الشعر أغزر منه" [66] وقال ثعلب: "شاهدت مجلس ابن الأعرابي، وكان يحضره زهاء مائة إنسان، وكان يسأل ويقرأ عليه، فيجيب من غير كتاب، قال: ولزمته بضع عشرة سنة ما رأيت بيده كتابًا قط، قرأ على القاسم بن معن، وسمع من المفضل بن محمد، وكان يذكر أنه ربيب المفضل". [66] الفهرست، وبروكلمان جـ1 ص116.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 129