نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 139
تدوين الأدب الجاهلي
يقصد بالتدوين الكتابة، وكانت الكتابة معروفة للعرب في العصر الجاهلي، بدليل وجود إشارات إليها في الأدب الجاهلي، كقول طرفة1:
كسطور الرق رقشه ... بالضحى مرقش يشمه
وقول المرقش الأكبر:
الدار وحش والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم2
وقول امرئ القيس3:
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عسيب يمان
وقوله4:
أتت حجج بعدي عليها فأصبحت ... كخط زبور في مصاحف رهبان
وفي هذه الأمثلة نجد الإشارة إلى الأقلام وبعض ما كان يكتب عليها كالأديم، والعسيب، والصحف.
وقد وجدت نقوش للعرب الجنوبيين تدل على وجود الكتابة عند أهل اليمن منذ ألف عام على الأقل قبل الميلاد, كما عثر في آثار الشماليين على نقش النمارة الذي يرجع تاريخه إلى سنة 328م وهو مكتوب بخط مشتق من الآرامي[5].
وكانت العهود والمواثيق في غالب الأحيان تدون، تسجيلًا لها، لتكون أقوى ارتباطًا، وأشد إلزامًا، ومن ذلك صحيفة قريش التي علقوها في جوف الكعبة[6].
1 ديوان طرفة نشر الدكتور علي الجندي، بيت رقم 407. والرق: الصحيفة، رقشه: زينه وحسنه، وشبه رسوم الدار بسطور الكتاب. بالضحى: أي رقشه بالضحى، وذلك أحكم لصنعة الترقيش. يشمه: ينقشه ويزينه ويجعله كالوشم في المعصم.
2 الأغاني. دار الكتب جـ6 ص127.
3 ديوان امرئ القيس، ص85، ب1.
4 ديوان امرئ القيس، ص89، ب2. [5] بروكلمان، جـ1، ص63. [6] سيرة ابن هشام، جـ1ص375.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 139