نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 245
مدرسة المدينة: وتتألف من: أبي قيس بن الأسلت، وقيس بن الخطيم، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وعبد الرحمن بن حسان، وسعيد بن عبد الرحمن بن حسان، وشعراء الأنصار في المدينة بعد الإسلام.
مدرسة مكة: وتتألف في نظره "من شعراء لم يكن لهم شأن في الجاهلية، ولكنهم ظهروا عندما اشتد جهاد قريش للنبي، وقويت شخصيتهم، حتى كونوا في مكة سنة شعرية قرشية خاصة، مثلها بعد الإسلام شعراء كعمر بن أبي ربيعة، والعرجي".
مدارس أخرى: في البادية، كمدارس الشماخ بن ضرار وغيره. ثم يقول: "وامض على هذا النحو، خذ الشعراء الجاهليين المضريين جماعات، ولا تأخذهم أفرادا، حتى إذا استطعت أن تحقق لكل جماعة خصائصها، فالتمس خصائص الأفراد ومميزاتهم".
هذا هو المقياس الذي يقترحه الأستاذ الدكتور طه حسين بعد أن عرض وجهات نظر مختلفة حول الموضوع، وعقب عليها، ولا شك أن ما قاله عن المقاييس السابقة معقول ومقبول.
ولكن هل المقياس الذي ارتضاه في النهاية كفيل بأن يميز لنا الدخيل من الأصيل، ويبين لنا الصحيح الحق من المزيف الباطل؟
لا شك أنه كانت هناك مدارس شعرية في العصر الجاهلي، فمن دراسة الأدب الجاهلي يتبين بوضوح أنه كانت هناك مجموعات من الأدباء، كل مجموعة منها كانت لها سمات معينة، وخصائص فنية تميزت بها عما سواها، ولكن إذا أخذنا -في موضوعنا هذا- بفكرة الاعتماد على المدارس، هل يكون ذلك المقياس جامعًا لكل أدباء العصر؟ لا شك أنه -بجانب المجموعات التي كان لكل مجموعة منها سمات فنية معينة- كان هناك أفراد لهم شخصيات مستقلة. وتلك -على ما يبدو- سنة الكون، ولن نجد لسنة الله تبديلًا. فماذا يفعل هذا المقياس مع أمثال هؤلاء؟.
ثم إننا إذا وجدنا نصًّا تتحقق فيه الخصائص الفنية لمدرسة من المدارس، نستطيع حقًّا أن نقول: إنه ينتمي إلى مجموعة هذه المدرسة. ولكن كيف نستطيع أن نثبت أنه لم يكن هناك راوية ماهر قد تخصص في هذه المدرسة، فاستطاع أن يختلق، على غرارها، وبذلك ينحل من يشاء من أبنائها ما يريد؟ إن هذا المقياس لم يتعرض لذلك، ولكن لنفرض جدلًا أننا تحققنا من أن هذا الراوية لم يوجد، فكيف نستطيع أن ننسب هذا النص إلى أحد أفراد هذه المدرسة دون غيره من زملائه المشتركين معه في نفس الخصائص الفنية لهذه المدرسة؟ وهذا
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 245