نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 29
أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وإلى قبيلته الثانية وأن ينسب إليهما جميعًا، فيقال التميمي ثم الوائلي[6].
وحتى بعد تدوين الأنساب: أحدث عدم ضبط قواعد الخط في صدر الإسلام، وعدم استعمال النقط في أول العهد بالتدوين، بعض المشكلات للمتأخرين في ضبط الأعلام، فاختلاف النقط يحدث كما هو معروف اختلافًا في ضبط الأسماء، وهذا ما حدث فعلًا، وإنك لتجد في كتب الأنساب المطبوعة والمحفوظة أمثلة عديدة من هذا القبيل، كذلك أدى إهمال بعض النسابين ذكر الآباء أو الأجداد إلى حدوث شيء من الارتباك في ضبط الأنساب يضاف إلى هذا تشابه بعض القبائل والبطون في قحطان وعدنان.
وقد أشار الهمداني في كتاب الإكليل إلى "العصبية التي كان لها أثر خطير في وضع الأنساب في عهد معاوية وغيره في الشام والعراق، وإلى تقصير نسابي العراق والشام في عدة آباء كهلان وحمير ليضاهوا بذلك -على حد تعبير الهمداني- عدة الآباء من إسماعيل ... ولا يخلو بعض هذه الأنساب من تحامل العصبية والأحقاد التى كانت في نفوس القبائل والبطون"[7].
ولكن كثيرًا من الباحثين أجهدوا أنفسهم، وحاولوا تقصي الحقائق وأثبتوا في دراستهم آخر ما استطاعوا أن يصلوا إليه. معتمدين على ما ثبت في أذهان العلماء والرواة، ومقارنة الأخبار بعضها ببعض لمحاولة استخلاص الحقائق من ذلك. وأصبحت هذه الدراسات أساسًا للبحوث التى تتصل بالعرب القدامى. ومن ثم يقول الأستاذ الدكتور أحمد أمين: "وسواء صحت أم لم تصح، فقد اعتنقها العرب، ولا سيما متأخروهم، وبنوا عليها عصبيتهم وانقسموا في كل مملكة حولها إلى فرق وطوائف حسب ما اعتقدوا في نسبهم، وأصبحت هذه العصبية مفتاحًا نصل به إلى معرفة كثير من أسباب الحوادث التاريخية، وفهم كثير من الشعر والأدب، ولا سيما الفخر والهجاء. والإسلام جاء وكان قد تم اعتناق العرب بأنهم في أنسابهم يرجعون إلى أصول ثلاثة: ربيعة ومضر واليمن. وأخذ الشعراء يتهاجون ويتفاخرون طبقا لهذه العقيدة، واستغلها خلفاء بني أمية ومن بعدهم، فكانوا يضربون بعضا ببعض8". [6] الشهاب الراصد ص 112. [7] جواد علي جـ 4 ص 242.
8 فجر الإسلام ص 9.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 29