نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 326
فملكنا بذلك الناس حتى ... ملك المنذر بن ماء السماء
وهو الرب والشهيد على يو ... م الحيارين والبلاء بلاء
وأعقب ذلك بأن نصح الخصوم بترك الطيش والحمق والتعامي عن الحق، فذكرهم بما بينهم من عهود ومواثيق ورهائن، منعًا للظلم والعدوان فالعهود تعقد دائمًا بشروط متفق عليها وتسري على الملتزمين بها سواء بسواء، ولا تنقضها الميول والأهواء:
فاتركوا الطيخ والتعدي وإما ... تتعاشوا ففي التعاشي الداء
واذكروا حلف ذي المجاز وما قد ... م فيه العهود والكفلاء
حذر الجور والتعدي ولن ينـ ... قض ما في المهارق الأهواء
واعلموا أننا وإياكم فيـ ... ما اشترطنا يوم احتلفنا سواء
ويبدو أن الغضب قد تملكه من سلوك خصومه، فشرع يسرد بعض مخازيهم تعييرًا لهم وتحقيرًا لشأنهم، بأسلوب استفهام في سخرية لاذعة، قائلًا: إذا كانت كندة قد غزت تغلب وقتلت منهم وسبت، فهل يغنمون هم، وندفع نحن الجزاء؟ هل علينا في العهود التي بيننا أن تأخذونا بذنوب حنيفة وما فعلت بكم لصوص محارب؟ هل علينا جنايات بني عتيق؟ وإنا لنبرأ من كل غادر، وهل علينا جريرة العباد فنحمل نحن الأعباء؟ وهل علينا إثم ما فعلت بكم قضاعة؟ وهل علينا ذنب إياد كما أخذ طسم بذنب أخيه جديس؟
أعلينا جناح كندة أن يغـ ... نم غازيهمُ ومنا الجزاء
أم علينا جرى حنيفة أو ما ... جمعت من محارب غبراء
أم جنايا بني عتيق فمن يغـ ... در فإنا من حربهم برآء
أم علينا جرى العباد كما نيـ ... ط بجوز المحمل الأعباء
أم علينا جرى قضاعة أو ليـ ... س علينا فيما جنوا أنداء
أم علينا جرى إياد كما قيـ ... ل لطسم أخوكم الأباء
واستمر الحارث في تعييره القاسي لبني تغلب، فذكر أسماء أشخاص من التغلبيين ضربوا بالسيف ولم يؤخذ بثأرهم، وقال لهم: إن سلوكهم نحو قومي فيه تعنت ظاهر ورمي بالتهم بدون حق، ووضع الأمور في غير موضعها الصحيح، وعيرهم بما حدث من تميم نحوهم
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 326