نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 343
ويقصد بالأنطاكية أنماط أي ثياب من صوف، وتوضع على الخدور نسبها إلى أنطاكية قالوا: وكل شيء جاء من الشام فهو عندهم أنطاكي.
وقد ذكر عنترة في معلقته الأعاجم وطمطمتهم أي كلامهم غير المفهوم في قوله:
تأوي له قلص النعام كما أوت ... حزق يمانية لأعجم طمطم
يقال: أعجم طمطم وطمطماني إذا كان لا يفهم كلامه.
وورد ذكر المهارق في قول الحارث بن حلزة:
حذر الجور والتعدي ولن ينـ ... ـقض ما في المهارق الأهواء
قالوا: المهارق: جمع مهرق -بوزن مكرم "اسم مفعول"- وهو الصحيفة البيضاء، وقيل ثوب من حرير أبيض يسقى بالصمغ ويصقل ثم يكتب فيه، وأصله فارسي.
فهذه الألفاظ تؤيد اتصال العرب بغيرهم من الأمم الأخرى، وأخذهم بعض ألفاظ لغاتهم وتعريبها.
هذا والأفكار والصور التي في المعلقات مستقاة كلها من البيئة والحياة في العصر الجاهلي مما يدل على شدة ارتباط العربي بالظروف المحيطة به، وعلى دقة ملاحظته وعمق تأثره بكل ما يجري حوله، وهذا مما يجعل المعلقات كبيرة الشأن تاريخيًّا في نواحٍ متعددة.
ومما تقدم يتبين أن المعلقات عظيمة القيمة من النواحي الفنية واللغوية والتاريخية، واختيارها منذ العصر الجاهلي على أنها نماذج ممتازة من الشعر الجاهلي، اختيار موفق وسديد، يدل على ذوق أدبي رفيع.
أغراض الشعر الجاهلي
مدخل
...
أغراض الشعر الجاهلي:
أثرت البيئة الجاهلية بمظاهرها المختلفة، في نفسية الشاعر الجاهلي، فحركت وجدانه، وألهبت عواطفه، وأثارت مشاعره، فانطلق لسانه مصورًا خلجات نفسه، ونبضات حسه في شتى المناسبات، فجاء الشعر الجاهلي حافلًا بمختلف العواطف الإنسانية، ومن دراسة هذا التراث الشعري، نجد أنهم تغنوا بطيب أعراقهم، ومكارم أخلاقهم، وأشادوا بأبطالهم وخلدوا أيامهم وأمجادهم، وتعالوا بما أحرزوه من نصر وغنائم، وغالوا في الحديث عن هزائم أعدائهم، وما نالهم من خسائر في الأرواح والأموال، وما كبلوا فيه من سلاسل وأغلال.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 343