نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 371
كأنه يرفئيّ نام عن غنم ... مستنفر في سواد الليل مذؤوب159
يحاضر الجون مخضرًّا جحافلها ... ويسبق الألف عفوًا غير مضروب160
كم من فقير بإذن الله قد جبرت ... وذي غنى بوأته دار محروب161
مما تقدم في الهيجا إذا كرهت ... عند الطعان وتنجي كل مكروب162
همت معد بنا هما فنهنهها ... عنا طعان وضرب غير تذبيب163
بالمشرفي ومصقول أسنتها ... صم العوامل صدقات الأنابيب164
يجلو أسنتها فتيان عادية ... لا مقرفين ولا سود جعابيب165
سوى الثقاف قناها فهي محكمة ... قليلة الزيغ من سن وتركيب166
زرقًا أسنتها حمرًا مثقفة ... أطرافهن مقيل لليعاسيب167
159 اليرفئيّ: راعي الغنم. مذؤوب: جاءه الذئب. قال الأنباري: "مذئوب يكون في هذا الموضع خفضًا ورفعًا، فمن رواه رفعا كان إقواء، فقد أقوت فحول الشعراء، ومن رواه خفضا جعله نعتا للغنم، ووحده والغنم جمع لأن الغنم على لفظ الواحد". وكذلك "مستنفر". شبه فرسه لحدته وطموح بصره بالراعي نام عن غنمه حتى وقعت فيها الذئاب، فقام من نومه مذعورًا.
160 الجون، بضم الجيم: جمع جون بفتحها، يقال للأبيض وللأسود. وأراد بها هنا الحمر الوحشية. يحاضرها: يطاولها الحضر، وهو شدة الجري. الجحافل للحمير بمنزلة الشفاه من الناس. واخضرارها من أكل الخضرة، وذلك أشد لها وأسرع. الألف: ألف فرس. عفوًا: على هينة.
161 جبرت: أغنت ولمت شعثه. بوأته: أنزلته. المحروب: الذي حرب ماله وسلب. يريد: كم أغنت من فقير وأفقرت من غني. دار محروب: أي جعلت دار هذا الغني دار فقير.
162 يقول: هذا الفرس من الخيل التي تقدم في الحرب، إن طلب أدرك، وإن طلب فات.
163 نهنهها: كفها. التذبيب: مبالغة في الذب وهو الدفع والمنع والطرد. أراد غير ضعيف كما تذب السباع، ولكن ضرب صادق.
164 العوامل: أعالي الرماح. صم: غير مجوفة. صدقات، بسكون الدال: صلبات. الأنابيب: ما بين الرمح
165 يجلو أسنتها: يصلحونها ويتعاهدونها. العادية: الحرب. المقرف: الذي دانى الهجنة، والهجين الذي ولدته الإماء الجعابيب: القصار الضعاف، الواحد جعبوب بضم الجيم.
166 الثقاف: خشبة في وسطها ثقب يقوم بها الرماح إذا اعوجت. الزيغ: الاعوجاج. السن: التحديد. التركيب: تركيب النصال.
167 جعل أسنتها زرقًا لشدة صفائه، وحمرًا لأنه إذا اشتد الصفاء خالطته شكلة، أي حمرة. اليعاسيب: الرؤساء. يريد أنهم يقتلون الرؤساء فيرفعون رءوسهم على أسنتها.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 371