نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 387
أما النابغة الذبياني فقال عن نفسه أنه لا يمدح السوقة، فكان يمدح الملوك والعظماء، من ذلك قوله في مدح عمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر الغساني*:
كليني لِهَمٍّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب
وصدر أراح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الهم من كل جانب276
علي لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب277
حلفت يمينًا غير ذي مثنوية ... ولا علم إلا حسن ظن بصاحب278
لئن كان للقبرين قبر بجلق ... وقبر بصيداء الذي عند حارب279
وللحارث الجفني سيد قومه ... ليلتمسن بالجيش دار المحارب
وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت ... كتائب من غسان غير أشائب
بنو عمه دنيا وعمرو بن عامر ... أولئك قوم بأسهم غير كاذب
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم ... من الضاريات بالدماء الدوارب
تراهن خلف القوم خزرًا عيونها ... جلوس الشيوخ في ثياب المرانب280
جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب
لهن عليهم عادة قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكواثب281
على عارفات للطعان عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب282
* من ديوان النابغة الذيباني، طبعة الهلال سنة 1911، ص: 9.
276 أراح: رد. عازب: بعيد.
277 ليست بذات عقارب: لم يكدرها من ولا أذى.
278 غير ذي مثنوية: لا استثناء فيها. حسن ظني بصاحبي: ثقة به.
279 قبر بجلق وقبر بصيداء: هما القبران اللذان فيهما أبو الممدوح وجده.
280 خزرًا عيونها: تنظر بمؤخرة عيونها. والثياب المرنبانية: ثياب يميل لونها إلى السواد، شبه ألوان النسور بها.
281 الكاثبة في المنسج أمام القربوس. الخطي: الرماح المنسوبة إلى الخط وهو موضع.
282 الكلوم: جمع كلم وهو الجرح. الدامي: الذي يسيل دمه. الجالب: اليابس من الجراح أي الجرح الذي جف. عوابس: كوالح: أي خيل غاضبة.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 387