نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 400
وكنت كذات البو ريعت فأقبلتْ ... إلى جلد من مسك سقب مقدد360
فطاعنت عنه الخيل حتى تنفست ... وحتى علاني حالك اللون أسودي361
قتال امرئ آسى أخاه بنفسه ... ويعلم أن المرء غير مخلد362
فإن يك عبد الله خلى مكانه ... فما كان وقافًا ولا طائش اليد363
كميش الإزار خارج نصف ساقه ... بعيد من الآفات طلاع أنجد364
قليل التشكي للمصيبات حافظ ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد365
تراه خميص البطن والزاد حاضر ... عتيد ويعدو في القميص المقدد366
وأن مسه الإقواء والجهد زاده ... سماحًا وإتلافًا لما كان في اليد367
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل ابعد368
360 ذات البو: الناقة التي يموت لدها فيسلخ جلده ويحشى تبنًا لتحن عليه فتدر اللبن. وراعه: أفزعه وخوفه. والجلد: ما جلد من المسلوخ وألبس غيره لتشمه أم المسلوخ فتدر عليه، والمسك: الجلد. والسقب: ولد الناقة - والمعنى فصرت في الفزع والخوف. كذات البو: التي فزعت على ولدها فأقبلت إلى جلده الموضوع على غيره لتشمه.
361 تنفست: تكشفت. والحالك: الأسود. وأسودي: أصله أسودي بياء النسب مشددة فخفف بحذف إحدى الياءين- والمعنى فضابت الفرسان حتى انكشفوا عنه وتلوثت بدمائهم ومن شدتها تغير لوني بالسواد.
362 قتال منصوب على المصدرية وآساه سواه بنفسه- والمعنى أني لم أقصر في دفاعي عنه ولم أرهب الموت لعلمي أن الإنسان لا يخلد.
363 خلى مكانه: مضى لسبيله. والوقاف: الذي يقف مخافة وجبنًا ولا يقدم. والطائش: الذي لا يصيب.
364 كميش الإزار: مثل في الجد والتشمير، والكميش الخفيف السريع وأضاف الكميش إلى الإزار توسعًا. وقوله خارج نصف ساقه: يصفه أيضًا بالجد والنشاط. وقوله بعيد من الآفات: يريد أنه سليم الأعضاء لا داء به - والمعنى أنه إذا أراد أمرًا جد فيه وشمر له، وكان مع هذا سالمًا من الأمراض جادًّا في الأمور الشريفة.
365 يريد بقوله قليل التشكي: في أنواع التشكي كلها لأنهم يستعملون القلة في معنى النفي والتشكي الشكاية- والمعنى أنه كان على الهمة قوي الفكرة صبورًا على حوادث الدهر بصيرًا بالعواقب يعلم في يومه ما يكون في غده فيسعى في دفعه.
366 خميص البطن: خاليها. والعتيد: المعد. والمقدد: الممزق- والمعنى أنه كان كريمًا بالغ النهاية في الكرم يؤثر غيره على نفسه بزاده وملبسه يصفه بقلة الأكل مع اتساع الحال وحضور الزاد.
367 الإقواء: الفقر. والسماح: السماحة، الجود الكرم- والمعنى أنه إذا ضاقت به الدنيا لا يقصر في الكرم وفي بذل ما في يده.
368 صبا: الأول من الميل والثاني من الصباء وهو حداثة السن- والمعنى أنه مال إلى اللهو مدة صغر سنه فلما شاب ترك الملاهي.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 400