responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 425
وطاوي ثلاث، عاصب البطن، مرمل ... ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما487
أخي جفوة، فيه من الأنس وحشة ... يرى البؤس فيها من شراسته نعمى 488
وأفرد في شعب عجوزًا إزاءها ... ثلاثة أشباح تخالهم بهمًا 489
حفاة، عراة، ما اغتذوا خبز ملة ... ولا عرفوا للبر، مذ خلقوا، طعمًا490
رأى شبحًا، وسط الظلام، فراعه ... فلما بدا ضيفا، تهيأ واهتما491
فقال ابنه، لما رآه بحيرة ... أيا أبت اذبحني! ويسر له طعما
ولا تعتذر بالعدم، علَّ الذي ترى ... يظن لنا مالا، فيوسعنا ذما492
فروى قليلًا، ثم أحجم برهة ... وإن هو لم يذبح فتاه، فقد هما493
وقال: هيا رباه، ضيف ولا قرى! ... بحقك، لا تحرمه تا الليلة اللحما494
فبينا هما، عنت على البعد عانة ... قد انتظمت من خلف مسحلها نظما495

487 الطاوي: الجائع. ثلاث: أي ثلاث ليال. عاصب البطن: الذي يتعصب بالخرق، ويشدها على بطنه من الجوع. مرمل: محتاج. بيداء: صحراء. الرسم: ما بقى بالأرض من آثار الدار، أي هو في مفازة لم ينزل بها أحد.
488 الجفوة: غلظ الطبع. والأنس. ألفة البيوت وهو ضد الوحشة: أي النفور. البؤس: الشدة فيها. الضمير للبيداء والمعنى: هو رجل عنيف الطباع. محب للعزلة، لا يألف الناس، يرى الوحدة في هذه الصحراء نعيمًا وسعادة، لشدة نفوره من الخلق.
489 الشعب: الطريق في الجبل. البهم: جمع بهمة. ولد الضأن والماعز؛ شبههم بها لهزالهم.
والمعنى: وسكن مع زوجته وأولاده الذين يشبهون الأشباح.
490 الملة: الرماد الحار. البر: القمح.
هؤلاء الأولاد حفاة الأقدام، عراة الأجسام، لم يأكلوا القمح طول حياتهم.
491 راعه: أفزعه. رأى شبحًا في الظلام مقبلًا عليه، فخاف، إذ يجوز أن يكون عدوًّا فاتكًا يقصده بسوء، فلما وجده ضيفًا، استعد للقائه وإكرامه.
492 العدم: الفقر يقصد أن يقول: لا تعتذر له بالفقر، فلعله يظن أننا أغنياء ونبخل عليه بالطعام، فيذمنا بين الناس.
493 روى: سكت مفكرًا. أحجم: امتنع. برهة: لحظة. هم: حاول أن يفعل.
494 هيا: حرف نداء. القرى: طعام الضيف، تا الليلة: هذه الليلة. دعا الرجل ربه أن يرزقه ما يكرم به ضيفه.
495 عنت: عرضت. العانة: إناث الحمر الوحشية. المسحل: الحمار الوحشي. انتظامها من خلفه: انضمامها إليه، وقربها منه.
وبينما هو في حيرة مع ولده، إذا أقبل عليهما قطيع من حمر الوحش، يسير صفًّا منتظمًا وراء قائده.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست