نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 438
الصعاليك:
الصعاليك: جمع صعلوك وهو الفقير: ويطلق لفظ الصعاليك -في عالم الأدب- على فئة من الفقراء اتخذوا لأنفسهم طريقة خاصة في حياتهم، فسلكوا سلوكًا له سمات معينة، أهمها: الأنفة والإباء والترفع عن الصغائر والدنايا وحقير الأعمال، معتمدين في حياتهم على القوة والبطش وانتهاز الفرص وخفة الحركة وسرعة الجري والهجوم الخاطف والسلب والنهب والفتك بالأعداء مع الحرص على البر والاهتمام بالمرضى والضعفاء والمحتاجين.
وقد صوروا فلسفتهم في الحياة في أشعارهم، من ذلك ما يقوله عروة بن الورد581:
لحى الله صعلوكا إذا جن ليله ... مضى في المشاش آلفا كل مجزر582
يعد الغنى من دهره كل ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسر583
قليل التماس المال إلا لنفسه ... إذا هو أضحى كالعريش المحور584
ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا ... يحت الحصى عن جنبه المتعفر585
يعين نساء الحي ما يستعنه ... فيضحي طليحًا كالبعير المحسر586
ولله صعلوك صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور587
581 الأصمعيات: ص45 ب: 13-21
582 لحاه الله: قبحه ولعنه الصعلوك: الفقير. المشاش: رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. مجزر: موضع الجزر، وهو بفتح الزاي قياسًا، وكسرها سماعًا. جن ليله: أظلم.
583 ميسر "بكسر السين المشددة": الذي سهلت ولادة إبله وغنمه، ولم يطلب منها شيئًا. يقول: إن هذا الشخص إذا ملأ بطنه عندما يجود عليه شخص حاله ميسرة، عد نفسه غنيا، ولم يبال من ورائه من عياله وقرابته.
584 العريش: خيمة من خشب أو جريد. المحور: الساقط. يقول إذا شبع فملأ بطنه ألقى نفسه كأنه عريش قد انهار.
585 ينام عشاء: ينام مبكرًا من أول الليل. يحت: ينفض ويزيل. يقصد أنه كسول خامل ليس بصاحب إدلاج ولا غزو.
586 طليح: معيّى. محسر: مجهد ومتعب. يريد أنه يقضي وقته في خدمة المنازل. كلما طلبت منه ربات البيوت، حتى يبلغ منه التعب درجة كبيرة، فيصبح في منتهى الإعياء، كالبعير الذي أجهده طول العمل.
587 صفيحة وجهه: بشرة جلده. الشهاب: شعلة من نار ساطعة. القابس: الذي يقبس النار أي يأخذها. المتنور: المضيء.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 438