نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 442
وها هو ذا الشنفرى الأزدي يتحدث عن سياسة الصعاليك وحياتهم، فيقول فيما يسوسهم به رئيسهم604:
وأم عيال قد شهدت تقوتهم ... إذا أطعمتهم أَوْتَحَتْ وأقلت605
تخاف علينا العيل إن هي أكثرت ... ونحن جياع، أي آل تألت606
وما إن بها ضن بما في وعائها ... ولكنها من خيفة الجوع أبقت607
مصعلكة لا يقصر الستر دونها ... ولا ترتجى للبيت إن لم تبيت608
لها وفضة فيها ثلاثون سيحفًا ... إذا آنست أولى العدي اقشعرت 609
وتأتي العدي بارزًا نصف ساقها ... تجول كعير العانة المتلفت610
إذا فزعوا طارت بأبيض صارم ... ورامت بما في جفرها ثم سلت611
حسام كلون الملح صاف حديده ... جراز كأقطاع الغدير المنعت612
تراها كأذناب الحسيل صوادرًا ... وقد نهلت من الدماء وعلت613
604 المفضلية رقم 20ب 19-27
605 أراد بأم عيال: تأبط شرًّا، لأنه حين غزوا جعلوا زادهم إليه، وكان يقتر عليهم مخافة أن تطول الغزاة بهم فيموتوا جوعًا، والأزد تسمى رأس القوم وولي أمرهم "أمًّا" وفي اللسان عن الشافعي "قال: العرب تقول للرجل يلي طعام القوم وخدمتهم هو أمهم" واستشهد الشافعي بهذا البيت. أوتحت: أعطت قليلًا، كأقلت. وقد ساق القول عن تأبط شرًّا بضمير المؤنث مساوقة للفظ "أم"، وقال الأصمعي: "وكنايته عن تأبط شرا كأوابد الأعراب التي يلغزون فيها".
606 العيل والعيلة: الفقر. أي آل تألت: أي سياسة ساست.
607 ضن: بخل، وهو بكسر الضاد، الفتح لغة فيه، نقلها اللسان عن ابن سيده.
608 مصعلكة: صاحبة صعاليك، وهم الفقراء. لا يقصر الستر دونها: لا تغطي أمرها، يقول: هي مكشوفة الأمر. لا ترتجي إلخ: لا ترتجي أن تكون مقيمة، إلا أن تريد هي ذلك فتجيء.
609 الوفضة: جعبة السهام. السيحف: السهم العريض النصل. آنست: أحست. العدي: جماعة القوم يعدون راجلين للقتال ونحوه، لا واحد له من لفظه. اقشعرت: تهيأت للقتال.
610 بارزًا نصف ساقها: يريد أنه مشمر جاد. العير: حمار الوحش. العانة: القطيع من حمر الوحش، وإنما شبهه بعير العانة لأن الحمار أغير ما يكون، فهو يتلفت إلى الحمير يطردها عن آنيته.
611 الأبيض: السيف. الصارم: القاطع. الجفر: كنانة السهام. يعني أنه يرمي بما في كنانته ثم يحارب بسيفه.
612 الجراز: السيف القاطع. أقطاع: جمع قطع، بكسر فسكون، كالقطعة. والمراد بأقطاع الغدير أجراء الماء يضربها الهواء فتقطع ويبدو بريقها. المنعت: مبالغة من النعت، وهو الوصف بالحسن.
613 الحسيل: جمع حسيلة، وهي أولاد البقر. شبه السيوف بأذناب الحسيل إذا رأت أمهاتها فجعلت تحرك أذنابها، والنهل والعلل هنا للسيوف أي شربت وكررت الشرب من الدماء.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 442