نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 75
حالتهم الدينية
كان في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام أديان ومعتقدات مختلفة، تبعًا لقدرتهم على التفكير الديني، أو تأثرهم بالأديان السابقة، أو اختلاطهم بأهل الأديان التى لها أصل سماوي. فكان فيهم الموحدون، والوثنيون، واليهود، والنصارى، والمجوس، والزنادقة، والصابئة.
أما الموحدون: من العرب قبل الإسلام فكانوا قليلين، عبدوا الله وحده ولم يشركوا معه في عبادته شيئًا آخر، ويقولون إنه كان منهم: ورقة بن نوفل، وخالد بن سنان العيسي، وحنظلة بن صفوان، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة الإيادي، وعامر بن الظرب العدواني، وزهير بن أبي سلمى، وعبيد بن الأبرص، وأمية بن أبي الصلت، ومنهم كذلك النابغة الجعدي الذي يقال عنه إنه أنكر في الجاهلية الخمر، وهجر الأوثان، والأزلام، وقال في الجاهلية:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلم1
وأما الصابئة: فهم الذين كانوا يعبدون الكواكب، وهم يعتقدون في الأنواء ويقولون إن أول من دان بذلك من العرب قبائل سبأ الحميرية، إذ كانوا يعبدون الشمس، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم[2] كما يقولون إن كنانة كانت تعبد القمر، وكان بنو جرهم ولخم يسجدون للمشترى، وقريش عبدوا الشعرى العبور، وهي الشعرى اليمانية. ويقال إن من آثار عبادة الكواكب ما جاء من أسمائهم مثل عبد شمس. كما يقولون إن من بقايا آثار عبادة الشمس ما يفعله الغلام إذا سقطت سنه.
وأما المجوسية: فهى عبادة النار، وكانت المجوسية في العرب في تميم. ومن آثار هذه الديانة نار الحلف، وحلفهم بالرماد والنار، ومن مذاهبهم زواج البنات.
1 أديان العرب، ص 193. [2] سورة النمل، {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} .
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 75